القرن الحالي, ومن أشهر هذه البحوث التي تمت على الأطفال دراسة لويس ترمان, التي أجراها في جامعة ستانفرد بالولايات المتحدة الأمريكية على ١٥٠٠ طفل متفوق عقليًّا، ظلوا موضع الدراسة التتبعية حتى بلغوا السبعينيات من عمرهم, كما أجريت ثلاث دراسات منفصلة في جامعة كاليفورنيا، استمَرَّ كلٌّ منها لأكثر من نصف قرن, وهكذا وجد هؤلاء الباحثون أنفسهم يبحثون في سيكولوجية الراشدين, على الرغم من أن اهتمامهم المبدئي والأصلي كان متمركزًا حول سيكولوجية الأطفال.
كما ظهرت دراسات متفرقة حول سيكولوجية الراشدين, وخاصة لمواجهة متطلبات الحرب العالمية الأولى، ولعل ظهور اختبار ألفا الحربي, كان فرصةً ملائمةً للاهتمام, خاصةً بذكاء الراشدين, والذي أدّى إلى ظهور أحد اختبارات الذكاء الشهيرة الملائمة لهذه الفئة العمرية, وهو اختبار وكسلر, وقد هيأ ظهور اختبارات ذكاء الراشدين الفرصة لإجراء بحوثٍ مختلفةٍ حول العلاقة بين التعليم والمستوى الاقتصادي والاجتماعي ونمو وتدهور الذكاء عبر مدى الحياة, أما المهارات الحركية للراشدين فكانت موضع اهتمام وحدة بحوثٍ خاصةٍ بجامعة ستانفرد منذ عام ١٩٢٨, وذلك بهدف دراسة مشكلات العاملين الذين يعانون من مشكلات صعوبة الحصول على أعمال مناسبة في مجال الصناعة.
وفي ألمانيا بدأ الاهتمام بنموِّ الراشدين في العشرينات من القرن العشرين أيضًا, وشهد مطلع الثلاثينات ظهور شارلوت بوهلر التي بدأت اهتمامها بدراسة الأطفال والمراهقين, ثم وسَّعَتْ نطاقها إلى الراشدين, وتنبهت إلى أهمية دراسة النموِّ مدى الحياة.
وخلال الحرب العالمية الثانية اتخذت خطوات هامة في ميدان دراسة نموِّ الراشدين, لعل أهمها تكوين لجنة لدراسة النموِّ الإنساني بجامعة شيكاغو, من علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس، وتركيز مركز نافيلد للبحوث بجامعة كمبردج "في بريطانيا" حول سيكولوجية العامل الراشد, وقد صدرت عن هاتين الوحدتين العلميتين بحوثٌ هامَّةٌ حول الموضوع, حوَّلَتْ اهتمام المنظرين إلى هذا الميدان الهام, ويُعَدُّ نشر إريك إريكسون في عام ١٩٥٠ لنظريته الشاملة في نموِّ الشخصية على مدى حياة الإنسان علامة بارزة في هذا الميدان.
وشهدت السنوات الأربعون الماضية اهتمامًا كبيرًا بسيكولوجية الراشدين, مع زيادة الحركة التي تُسَمَّى بتربية الكبار والتربية المستمرة, ويوجد في الوقت الحاضر عددٌ كبيرٌ من مراكز البحث والتدريب في هذا الميدان الهام في عدد من