للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- مرحلة البلورة المهنية consolidtion والتقدم المهني "advancement ٣٥-وما بعدها" وتمتد هذه المرحلة في أكبر مدى زمني في دورة الحياة المهنية للشخص، كما أن الشخص فيها يصل إلى قمة كفاءته, ويحرز مستوى رفيعًا من القيادة أو السلطة.

أما النموذج الذي يقترحه دانيال ليفنسون Danial Levinson فقد ظهر لأول مرة عام ١٩٧٧، وهو أقل تحديدًا من نموذج سوبر, بالإضافة إلى تركيزه على وجود فترات متعددةٍ يظهر فيها ما يسميه "إعادة التقويم", وفي رأيه أن من العبث القول: إن المرء منذ نهاية مراهقته يختار مهنة معينة اختيارًا نهائيًّا, ويستقر فيها ويستمر يؤديها طوال حياته بعد ذلك.

ويتلخص نموذج ليفنسون في أنه مع الرشد المبكر يدخل المرء مرحلة يحاول فيها الاستقرار على مهنة أو على اتجاهٍ مهنيٍّ معينٍ يتفق مع ميوله وشعوره بهويته, وفي هذا يستطلع الاحتمالات المختلفة في عالم العمل، وفي ذات الوقت يحاول المقابلة بين ما يجده وبين إحساسه بإمكاناته هو, وتكون مهمته تكوين بنية لحياته تربط بين عالم العمل من ناحية, وإدراكه لذاته من ناحية أخرى, وهذه هي مرحلة الاختيارات المؤقتة.

وخلال الفترة من ٢٨-٣٢ سنة يمر كثير من الناس بفترة انتقالية, أي: أزمة إعادة تقويم؛ فبالنسبة لاختياره السابق قد يكتشف أنه تجاهل بعض مكونات ذاته، وهذا الجوانب من الذات تظهر على السطح حينئذ, ويكون عليه التعامل معها, كأن يكشتف الطبيب أنه أديبٌ فيتحول إلى العمل الصحفي, وبالطبع فإن بعض الناس قد يجدون أن المطابقة بين ما يقومون به من عملٍ وبين هويتهم ملائمة, وبالتالي يلتزمون بعملهم على نحوٍ أشدٍّ, ويرى ليفنسون أنه إذا لم يحدث مثل هذا الاقتناع عند حوالي سنة ٣٤سنة، فإن الفرص تكون قليلة لأن تحقق الحياة المهنية للراشد رضًا عن عمله وعن هويته المهنية.

وفي الأغلب يستقر الراشد في مهنته مع بداية الثلاثينات من العمر, فهو عندئذ يكون على درجة من الالتزام العميق بمسئوليات العمل والأسرة، ويكون عليه تصميم الخطط والأهداف طويلة المدى لحياته وتنفيذها, وعلى الرغم من أنه يشعر بالاستقلال في عمله، إلّا أنه يكون -في الواقع- عرضة لكثيرٍ من القيود التي تفرضها قواعد العمل وأصول المهنة, وقد يدفعه ذلك إلى الانتقال إلى المرحلة التالية, وهي مرحلة تحقيق الذات المهنية.

وتحدث مرحلة تحقيق الذات المهنية ابتداءً من أواخر الثلاثينات, وحتى أوائل

<<  <   >  >>