خصوبة المرأة في منتصف العمر غير منتظمة أيضًا، فقد تكون بعض دورات الطمث غير مخصبة, ولكنها قد تفاجئ بأنها حامل في دورة تالية.
ومن حقائق السلوك في هذا الطور أن توقف الخصوبة عند المرأة لا صلة له بالنشاط الجنسي, إن المتعة الجنسية بين الزوجين في هذه المرحلة قد تكون أكثر من سواها بسبب التحرر الجنسي من الخوف من الحمل, ومع ذلك, فإن لسن الطهر عدد من الأعراض غير السارّة التي ترتبط به، ومن ذلك تصبب العرق الغزير, والشعور بالدوران والغثيان، والصداع وعدم الاستقرار, والانقباض والسمنة, ولهذا نجد أن حوالي ٣٠% من النساء يلجأن بعد انقطاع الطمث إلى الأطباء بسبب عرض أو أكثر مما سبق.
ويعزو الأطباء هذه الأعراض إلى عدم التوازن الهروموني، وكانوا يعالجونها في الماضي بطرق بيوكيميائية، وعادةً باستخدام الإستروجين, إلّا أن الدراسات الطبية الحديثة أظهرت وجود علاقة قوية بين الاستخدام طويل الأمد للإستروجين كجزءٍ من برنامج علاجي إحلالي، وبين احتمال حدوث سرطان الثدي وسرطان الرحم.
وبعض النساء يرفضون بقوة منحى النموذج الطبي لسن الطهر, والذي يصف هذه الحالة البيولوجية على أنها مرض, وعلينا أن نتذكر دائمًا أن سن الطهر يشير إلى توقف الطمث، والذي قد يصاحب أحيانًا -وليس دائمًا- بأعراضٍ جسمية من النوع الذي أسرنا إليه, وبعض هذه الأعراض يظهر عند النساء في مرحلة ما قبل توقف الطمث, بل إن الأعراض التي أشرنا إليها والتي يفترض فيها أنها تصاحب توقف الطمث ليست بالشيوع الذي يتوهمه البعض، فلا تتجاوز نسبة من يعانين منها إلّا نسبة ضئيلة, ولهذا نجد معظم النساء في هذا الطور لا يتوقفن عن القيام بمهام حياتهن اليومية, ومع ذلك فإن مثل هذا التنميط والقولبة لسن "الطهر" وخاصةً مع شيوع تسميته بسن اليأس يثير الكثير من مشكلات التوافق في طور وسط العمر أو بلوغ الأشد وخاصةً عند المرأة.
ماذا عن الرجال؟ هل يصلون أيضًا إلى سن يأس أو سن طهر؟
الإجابة على ذلك بالنفي بالقطع؛ لأنهم بالطبع لا يحيضون, ومع ذلك فتوجد تغيرات واضحة في الأعضاء التناسلية والجنسية للذكور خلال هذه المرحلة؛ فعند حوالي سن الخمسين يشعر الرجال بنقص في هرمون التستوستيرون، إلّا أن معدل نقصه يكون قليلًا عن نقص إستروجين المرأة, وهذ النقص الهرموني يؤدي إلى نقص في عد الحيوانات المنوية السليمة والنشطة, كما يحدث ضمورًا في حجم