للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما سوف نتناوله في الفصلين التاليين وهما:

١- طور الشيخوخة.

٢- طور أرذل العمر.

ويبقى أن نقول في هذا الصدد: إننا بدأنا هذا الفصل بسؤالٍ حول متى تبدأ شيخوخة الإنسان، فهل هناك سؤال حول متى تنتهي كما هو الحال بالنسبة للعمرين السابقين: الضعف الأول والقوة؟ بالطبع إذا كانت الإجابة على هذا السؤال بالإيجاب بالنسبة للطفولة والصبا والرشد؛ حيث تحدد نهاية كل مرحلة بداية المرحلة التي تليها طالما ظلّ الإنسان حيًّا، فإن الإجابة على هذا السؤال بالنسبة للعمر الثالث للإنسان أن النهاية الحتمية هي الموت, والموت في الإطار الإسلامي لا يعني النهاية المطلقة, وإنما هو انتقال إلى الحياة الآخرة الأبقى والأخلد, بل إن الحياة التي نعيشها -طالت أو قصرت- ومراحل النمو التي نمر بها -اختصرت أو اكتملت- هي جميعها البرهان الدامغ على البعث يوم القيامة، وصدق الله العظيم في قوله الكريم:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مَنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج: ٥] .

<<  <   >  >>