٢- توجد بعض القضايا والمشكلات التي تخص المسنين دون سواهم ممن هم أصغر سنًّا، وبالطبع فإن على الباحث السيكولوجي أن يختار التخصص في هذه المسائل, ومن ذلك أن التعامل مع الوحدة والعزلة والعجز والمرض المزمن أكثر حدوثًا في مرحلة الشيخوخة دون غيرها من مراحل العمر, ولعل هذا ما دفع مجالات أخرى غير علم النفس -كالطب- إلى أن تفرد للمسنين تخصصًا منفصلًا, فكما أن هناك في الطب منذ عقود طويلة طبًّا للأطفال, ظهر في السنوات الأخيرة طب المسنين Getiatrics أيضًا.
٣- ترتبط الشيخوخة بأحداثٍ وتحولاتٍ اجتماعية هامة لها آثارها السيكولوجية على الإنسان، ومن ذلك: التقاعد وتغير الأدوار وفقدان الزوج والأصدقاء، وهي جميعًا قضايا تجعل من الشيخوخة من أطوار التحول الاجتماعي الذي يدفع الباحثين في هذا الميدان للاهتمام بها.
٤- زيادة عدد المسنين في التعدادات السكانية الأخيرة، وقد تطلَّب ذلك ظهور أنواع جديدة من خدمات الرعاية التي يجب أن تُقَدَّمَ لهم، وهي خدمات تحتاج لتخصصات عديدة؛ كالطب والخدمة الاجتماعية والخدمة النفسية, بالإضافة إلى ما يتطلبه ذلك من تجديدٍ في النظم التشريعية وقوانين العمل ونظم التأمين والمعاشات، وكلها تهدف إلى أن يحافظ المسن على استقلاله الاقتصادي واستقراره الاجتماعي "وهما مؤشرا الرشد الرئيسيان" أطول فترة ممكنة، بالإضافة إلى تهيئة ظروف حياة ملائمة له, سواء في طور قدرته النسبي "الشيخوخة", أو طور عجزه الكامل "أرذل العمر".