للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علميات الانتقال التي تحدث داخل الخلية, والتغيرات في النسيج الضام مع التقدُّم في العمر، وخاصة التغيرات في الإيلاستين elastin والكولاجين١ Collagene, فقد لاحظ الباحث أن هاتين المادتين البروتينيتين تتحولان من المرونة إلى التصلب مع التقدم في العمر، كما تتغيران في التركيب الكيميائي, ومادام الكولاجين خاصة يؤلف ما بين ٢٥% إلى ٣٠% من مجموع بروتين الجسم, ويحيط بجميع الأوعية الدموية والخلايا, فلا بُدَّ أن يكون لذلك أثره البالغ في النشاط الفسيولوجي, وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه لم يتدعم بشكل مؤكد بعد, إلّا أنه يثير الكثير في البحوث في وقتنا الحاضر.

وهناك اتجاه حديث ثالث في إطار هذا النموذج اقترحه Rockstein & Sussman, ١٩٧٩" يركز على المكونات الكيميائية الحرة في الخلية, والتي تنشأ عن نشاط الأوكسجين باعتبارها آثارًا جانبية للعمليات العادية للنشاط الخلوي، وهذه المكونات تكون على درجة من الفعالية الكيميائية, وبالتالي توجد لفترة قصيرة من الوقت، ويزداد نشاطهما خاصةً مع الدهون غير المشبعة, والتي تؤلف غشاء الخلية, إلّا أن أغشية الخلايا تؤثر في كروموزومات الخلية, وبالتالي تؤدي إلى إتلاف الخلايا السوية، أضف إلى ذلك أنها سريعة التولد الذاتي والتكاثر، فحالما يتصل أحد هذه المكونات بجزء معين تنتج عن ذلك مكونات كثيرة أخرى, والعملية الأساسية التي تؤدي إلى ذلك هي الأكسدة, وقد أكدت بحوث حديثة أن فيتامين جـ، هـ مضادان للأكسدة, وبالتالي يعوقان إنتاج المكونات الكيميائية الحرة التي أشرنا إليها, ولعل هذا هو سبب شيوع الاعتقاد السائد أن تناول الفيتامينات يطيل العمر, ومرةً أخرى نقول: إن طول العمر أو قصره هو من الغيب الإلهي الذي على المسلم الإيمان به.

٣- النموذج الفسيولوجي:

يرى أصحاب هذا النموذج أن الشيخوخة تنتج عن خلل تكامل الأعضاء والأجهزة الجسمية وفشلها في وظائفها، وهو ما يحدث مع التقدم في السن, وهو نموذج يتناول أثر الشيخوخة على الجسم الإنساني كله, وليس على التغيرات التي تطرأ على الخلايا فحسب, صحيحٌ أن بعض هذه التغيرات الكلية في الجسم تؤدي إلى حدوث تغيرات صغرى فيه، إلّا أن العكس صحيح أيضًا, وبالطبع فإن النماذج التي تتعامل مع الكائن العضوي


١ الإيلاستين "ويسمى أحيانًا بالعربية المرنين", هو بروتين يشكل المادة الأساسية لألياف الخلية، والكولاجين هو المادة البروتينية التي في النسيج الضام، وفي العظام, والتي تنتج المادة الهلامية عند غليها في الماء.

<<  <   >  >>