ومن الدراسات التي دعَّمَت هذين الفرضين تلك التي قام بها Blum & Jarvik ١٩٧٥" في دراسة تتبعية استمرت عشرين عامًا حتى وصل مفحوصوهما من ذوي المستويات المختلفة من القدرة إلى سن الثمانين.
ويرى الباحثان أن محافظة المرء على نفسه بأن يظل يقظًا ذهنيًّا ونشطًا عقليًّا طوال حياته, تساعده على مقاومة ما يمكن أن يطرأ على نشاطه العقلي من تدهور, بل إن المسنين الذين تتوافر فيهم هذه الشروط قد يكون أداؤهم العقلي أفضل ممن هم أصغر سنًّا, وخاصةً في المواقف التي تتطلَّب الاستفادة بالخبرة, ومعنى ذلك أن الجزء المتأخر من حياة الإنسان "الشيخوخة" يقدم من خلال الخبرة حمايةً له من التدهور العقلي, وقد دعمت هذا الرأي دراسة تالية قام بها "Schultz, et al., ١٩٨٠" الذين وجدوا أن الأفراد الذين استمروا في استخدام وتوظيف قدراتهم العقلية على نحوٍ منتظمٍ طوال سنوات عمرهم المتأخرة, كان تدهور الذكاء لديهم أقل احتمالًا في الحدوث.
وبالطبع هناك فروق فردية في معدلات التدهور العقلي والمعرفي لدى المسنين, وتوجد عوامل تؤدي لذلك؛ بعضها يمكن أن يكون موضوعًا للتدخل التجريبي, ويلخص "Schaie, ١٩٩٤" هذه العوامل فيما يلي:
١- التحرر النسبي من أمراض الجهاز الدوري والأمراض المزمنة.
٢- توافر بيئة ملائمة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
٣- الاندماج في بيئة عقلية معقدة ومثيرة للاهتمام.
٤- توافر أسلوب مرن للشخصية, وخاصةً في مرحلة منتصف العمر.
٥- وجود رفيق عمر من مستوى معرفي مرتفع.
٦- المحافظة على مستوى سرعة التجهيز الإدراكي.
ونعرض فيما يلي نماذج من البحوث التي أجريت حول بعض المسائل في هذا الموضوع الهام.