ويتلخص الإجراء هنا إلى نسبة الدرجة الخام إلى متوسطين، أحدهما متوسط الفئة العمرية التي ينتمي إليها الفرد بالفعل "فئة ٧٥ عامًا", فإذا كان متوسط درجات هذه الفئة ٦٥, نحكم على الفرد بأنه متوسط الذكاء باستخدام معيار نسبة الذكاء "حيث يتساوى متوسط مجموعته العمرية مع الدرجة الخام التي حصل عليها". أما المتوسط الثاني فهو متوسط فئة الراشدين الصغار الأكفاء، وليكن ١١٠, وهو درجة تدل على الأداء العادي في هذا السن القادر، فإذا نسبت الدرجة الخام التي حصل عليها الشخص المسن "وهي ٦٥ كما قلنا" إلى هذا المتوسط الجديد, فإنها تدل على أنه أقل من المتوسط بالنسبة لهؤلاء، ونسأل أنفسنا في هذه الحالة: ماذا تعني الدرجة ٦٥ إذا حصل عليها راشد أو مسن كفء؟ إنها في الواقع تدل على نسبة مقدارها ٧٦. وهذه هي نسبة الكفاءة, وهكذا تقل الكفاءة العقلية من ١٠٠إلى ٧٦, وبالطبع فإن نسبة الذكاء ونسبة الكفاءة عند الراشدين الصغار تتساويان وتعنيان نفس الشيء، إلّا أنهما عند المسنين تختلفان، فنسبة الذكاء قد تظل ثابتة، بينما قد تتناقص نسبة الكفاءة, وبالطبع تختلف نسبة الكفاءة تبعًا للظروف الجسمية والصحية والعقلية، كما تظهر فيها فروق فردية واسعة.
وبالطبع فإن القدرات العقلية -كما بينا آنفًا- لا تتدهور مع العمر بمعدلٍ ثابت، فالمفردات اللغوية تقاوم التدهور، بينما ذاكرة المدى القصير تتأثر به, وقد حاول وكسلر تقدير مدى التدهور العقلي الذي يطرأ على الفرد, وذلك بمقارنة كفاءته العقلية الراهنة, معتمدةً على درجاته في الاختبارات التي تظهر تدهورًا واضحًا مع العمر بتقديرٍ لكفاءته السابقة, معتمدة على درجاته في الاختبارات التي لا تظهر إلّا قليلًا من هذا التدهور.
وبالطبع فإن التدهور العقلي الذي يظهر بوضوح في الأعمار المتقدمة جدًّا لا يحدث فجأة, وإنما هو مسألة تراكمية تدريجية مع التقدم في السن عامًا بعد عام, ومن الطرق المقترحة لتحديد نقصان القدرة العقلية مع العمر قياس الفرق بين الكفاءة في العمليات المعرفية التي لا تتدهور, والكفاءة في هذه العمليات التي تتدهور بالفعل, ويقترح وكسلر أيضًا في هذا الصدد ما يسميه: نسبة التدهور deterioration Quotient أو باختصار DQ, وتحسب كما يلي:
نسبة التدهور= درجة عدم التدهور- درجة التدهور/ درجة عدم التدهور×١٠٠