حكمة، وسنة نبيه حكمة، وكل ما ذكر من التفصيل فهو حكمة, وأصل الحكمة ما يمتنع به السفه؛ فقيل للعلم حكمه؛ لأنه يمتنع به، وبه يعلم الامتناع من السفه وهو كل فعلٍ قبيح، ومن معانيها القرآن والعقل والفهم.
ويورد التفسير الوسيط الذي أعده مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف تحديدًا لمعنى الحكمة في هذه الآية الكريمة بأنها "إصابة الحق في قولٍ أو فعلٍ أو رأيٍ, وهي من الملكات النفسية العليا التي يمنحها الله من هو أهلٌ لها", وتتضمّن التمييز بين الحق والباطل، والخير والشر، والصواب والخطأ، والذي يبعد الإنسان عن المعاطب، ويصل به إلى السلامة والنجاة, ويورد لسان العرب الحكمة بمعنى معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم, ويلخص معجم ألفاظ القرآن الكريم الذي أعده مجمع اللغة العربية ذلك كله في أن الحكمة تطلق على ما يتحقق فيه الصواب من القول والعمل.
وفي عام ١٩٩٠ صدر كتاب هام حرره روبرت سترنبرج Sternberg, ١٩٩٠" حول طبيعة الحكمة وأصولها ونموها, وقد شارك في الكتاب عدد من علماء النفس والفلاسفة, ولعل أهم ما نبه إليه "Birren" Fisher" في فصلهما الختامي لهذا الكتاب أن هذا اللفظ -الذي ورد في القرآن الكريم بهذا المعنى الرفيع منذ أربعة عشر قرنًا -لم يظهر في اللغة الإنجليزية إلّا منذ حوالي عام ١٠٠٠، أي: بعد حوال نصف قرن من وروده في القرآن الكريم -ويورد معجم إكسفورد معنى اللفظ بأنه:
"القدرة على الحكم حكمًا صحيحًا على الأمور المرتبطة بالحياة والسلوك، وصحة الحكم عند الاختيار للوسائل والغايات, وبمعنى أقل تحديدًا يعني: الإحساس الصائب وخاصة في الأمور العملية".
وهكذا يرتبط لفظ الحكمة بالمعرفة والاستثارة والتعلم والتفلسف والعلم, ويتضمن العادات السلوكية الحسنة وأنماط الفعل القويم, ويشير إلى أن الشخص "الحكيم" لديه القدرة على إصدار الأحكام الصائبة.
والخلاصة: أن الحكمة هي قدرة القدرات الإنسانية التي تتوازن فيها المعرفة والوجدان والعقل، كما تتوازن فيها أنواع الذكاء المختلفة.