٢- النمط الكاره للذات self-hater, وهو الذي يوجه العداوة إلى نفسه, فيشعر بعدم الكفاية, ويفقد شعوره بقيمته, مما يؤدي به إلى الاكتئاب والانقباض, ويدرك هؤلاء أنفسهم ضحيةً للظروف السيئة التي تعرضوا لها، وقد يشعرون بكثيرٍ من الندم على ما فات, وإسرافهم على أنفسهم في الماضي, وقد يطلبون الموت تحررًا من شعورٍ حادٍّ بالقنوط.
وقد توصَّلَ بحث آخر قام به "Neugarten, et al., ١٩٦٨" إلى نتائج تتفق جزئيًّا مع النتائج السابقة, فقد حدد هذا البحث أنماط توافق المسنين في أربعة أنماط للشخصية, هي استمرار لما كانت عليه عبر مدى الحياة, وتنتقل إلى المسن في مرحلة الشيخوخة وهي:
١- النمط المتكامل: وهو أقرب للنمط الناضج السابق؛ فأصحابه يقررون لأنفسهم أنماط نشاطهم وطريقتهم في التوافق, ولديهم نمط شخصية سوي, كما يمكنهم إعادة تنظيم أنماط سلوكهم حسب ضرورات المواقف المتغيرة، وبالتالي فهم أكثر المسنين توافقًا, وقد يكون هؤلاء من ثلاثة أنماط فرعية.
أ- نمط إعادة التنظيم: وهم المسنون ذوو أفضل درجة من التوافق في الحضارة الصناعية المعقدة الحديثة؛ فهم يعيدون تنظيم حياتهم مع التقدم في السن بحثًا عن أنشطة وأدوار جديدة تحلُّ محلَّ القديم والمفقود منها.
ب- النمط المتبأور focused: وهم الذين يحدون من نطاق نشاطهم تدريجيًّا مع التقدم في السن، وبذلك يفضلون تركيز طاقتهم وبلورة انتباههم على الأنشطة التي يستمتعون بها في طور الشيخوخة والتخلي عما سواها.
جـ- نمط التحرر من الالتزام: وهم الذين يحققون المواصفات التي تتوافر لدى أولئك الذين تصفهم نظرية كاننج وزملائه, التي وصفناه في الفصل التاسع عشر، وبحوثهم التي سنعرض لها بعد قليل. ويإيجازهم أولئك الذين يختارون إراديًّا البعد عن بعض الأدوار الاجتماعية, ولكنهم في نفس الوقت لديهم اهتمام بالعالم المحيط بهم, وهم على درجة من القدرة على توجيه الذات, ولديهم تقدير عام لأنفسهم.
٢- النمط المدَّرع أو الدفاعي: وهو أقرب إلى نظيره في البحث السابق, وأصحابه لديهم قدرة كبيرة على التحكم في دوافعهم سعيًا لبناء نظام دفاعي قوي