للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في نفس الوقت نوبات من الغضب, كما لاحظت الباحثة أن جميع المرضى في جميع المراحل يتمسكون بالأمل، فحتّى الأشخاص الذين أصبحوا أكثر تقبلًا وأكثر واقعية, يوجد لديهم رجاء في العيش والشفاء.

ويبدو لنا أن طور أرذل العمر هو طور موت بطيء ليس من الناحية الجسمية والفسيولوجية وحدها, وإنما من جميع النواحي الأخرى؛ فمن الدراسات التي تناولت التغيرات العقليلة والانفعالية نذكر نتائج دراستين هامتين, قام بأولاهما "Leberman, ١٩٦٥" على ٢٥ مفحوصًا من النساء والرجال المعمرين الذين يقيمون في أحد بيوت رعاية المسنين, تمتد أعمارهم بين ٧٠، ٨٩ عامًا, وقد طَبَّقَ الباحث علهم أربعة اختبارات تطبيقًا فررديًّا لتقويم جوانب مختلفة من نشاط الأنا والجوانب الانفعالية لديهم، وكانت الاختبارات الأربعة هي:

١- نقل الأشكال التي تشمل أنماطًا لدوائر صغيرة ونقاطًا.

٢- النقل الحر لشكل بشري.

٣- وصف رسوم للشكل الإنساني تعرض على هيئة خطوط في ضوء المشاعر التي تستثيرها.

٤- إعادة إنتاج مثيرات معينة بعد انقضاء زمن معين.

وقد بينت النتائج أنه بعد محاولات عديدة أظهر الأشخاص الذين وصلوا إلى هذا الطور من الحياة، في مقابل من لا يزالون في طور الشيخوخة، صعوبة في تنظيم وتكامل المثيرات في بيئتهم، كما ظهر أن مستويات الطاقة عندهم تناقصت بشكل حادٍّ, ويستنتج ليبرمان من ذلك أنه تحدث تغيرات سيكولوجية منتظمة للشيوخ المتأخرين بسبب اقترابهم من الموت؛ فطور أرذل العمر هو موت بطيء، قد يطول وقد يقصر, ويرى أن الأشخاص في هذا الطور قد يشعرون بنوعٍ من الاضطراب السيكولوجي العنيف, ليس بسبب الخوف من الموت, ولكن بسبب الخلل في تنظيم العمليات العقلية مع الدخول في هذا الطور الذي يقرب المرء من الموت, والأشخاص الذين ينسحبون من الحياة في هذا الطور ربما يكونون أقرب إلى بناء نوع من القوقعة الواقية حول أنفسهم, في محاولةٍ لإحداث قدرٍ من التماسك في الأنا, وخفض الخلل والتدهور المتزايدين.

ودخول الإنسان في طور أرذل العمر يؤثِّرُ أيضًا في أدائه العقلي؛ ففي الدراسة الثانية وهي دارسة تتبعية امتدت عشر سنوات أجراها

<<  <   >  >>