للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذاكرة في المراحل المبكرة بأنه متقطع، وقد يظل المريض محتفظًا بدرجة كبيرة من الاستبصار حتى مرحلة متأخرة نسبيًّا من مسار المرض، وكثيرًا ما تطرأ على المريض فتراتٍ يبدو فيها كما لو أن المرض خفت حدته؛ فيعود للذاكرة صفاؤها وخصوبتها على نحوٍ يجعل الكشف عن التدهور العقلي الناجم عن المرض عملية صعبة وتحتاج إلى اختبار دقيق ومنظم.

ويؤدي علاج كلٍّ من التوتر الزائد ومرض الأوعية الدموية القلبية المصاحب لخرف الاحتشاء المتعدد إلى الإبطاء في تطور هذا المرض إلى صورة خطيرة, ويمكن للمريض أن يعيش ١٥ عامًا أو أكثر، ولا يكون الموت حينئذ إلّا بسبب جلطة المخ أو مرض القلب أو الدرن.

ويسبب ما قد يصدر عن المصابين بهذا المرض من هلاوس وهذاءات, فإن بعضهم قد يصنف على أنه كذلك, بينما هم في الحقيقة يعانون من مرض مخي.

ج- مرض باركنسون:

يوجد اضطراب مخي مزمن آخر يظهر في طور أرذل العمر يُسَمَّى مرض باركنسون Parkinsion's desease, على الرغم من أن بدايات هذا المرض قد تظهر عند البعض مبكرةً في الثلاثينات من العمر, إلّا أن الشائع ظهوره عند الرجال خاصةً بعد بلوغ سن الستين, ويتطور هذا المرض بالتدريج، ويبدأ ببطء الحركة وانحناء القامة, مع قصرٍ شديد في الخطى، وبعدئذ يفتقد الوجه تعبيراته الانفعالية ويصير الصوت رتيبًا، ويفتقد التنوع والحيوية، وتظهر ارتعاشات متكررة "بين ٤، ٨ رعشات في الثانية", تلاحظ على وجه الخصوص في الأصابع والساعدين وجفني العينيني واللسان, ويمكن للمريض أن يتحكم مؤقتًا في هذه الارتعاشات إلى حَدِّ أنه يستطيع القيام بأداء المهام التي تتطلب التأزر العضلي الدقيق، إلّا أنه سرعان ما تعود الارتعاشات إلى الظهور، وقد يتطور ذلك إلى نوعٍ من الشلل الرعاش مع عجز عن إصدار الحركات الإرادية.

وقد يعاني المسن المصاب بهذا المرض من صعوبة التركيز الذهني، كما قد تبدأ الذاكرة في التدهور, ويظهر الخلل العقلي في نسبة تمتد بين ٢٥ % إلى ٨٠% من هؤلاء المرضى، وقد يتحول إلى اكتئاب شديد, وإذا لم يعالج المرض فإنه قد يؤدي إلى العجز الكلي خلال خمس سنوات.

ولم يحدد العلماء بعد سببًا واضحًا محددًا لهذا المرض، واقترحت في هذا الصدد أسباب كثيرة من فيروسات خاصة به, وحدوث التهابات المخ وغيره، إلّا

<<  <   >  >>