للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر المصطفين من أهل البصرة من التابعين ومن بعدهم]

[من الطبقة الأولى]

[الأحنف بن قيس]

...

[ذكر المصطفين من أهل البصرة من التابعين ومن بعدهم]

فمن الطبقة الأولى:

٤٨١ - الأحنف بن قيس

يكنى أبا بحر وإنما عرف بالأحنف لأنه ولد أحنف.

عن الحسن، عن الأحنف قال: بينا أنا أطوف بالبيت إذ لقيني رجل من بني سليم فقال: أبشرك؟ فقلت: بلى. قال: أتذكر إذ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام، فقلت أنت: ما قال إلا خيراً ولا أسمع إلا حسناً؟ فإني رجعت وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بمقالتك فقال: "اللهم اغفر لأحنف". قال: فما أنا لشيء أرجى مني لها.

قال أبو معاوية بن هشام لخالد بن صفوان: بم بلغ فيكم الأحنف بن قيس ما بلغ؟ قال: إن شئت حدثتك ألفاً وإن شئت حذفت لك الحديث حذفاً. قال: احذفه لي حذفاً. قال: فإن شئت فثلاثاً، وغن شئت فاثنتين، وإن شئت فواحدة. قال: ما الثلاث؟ قال: كان لا يشره ولا يحسد ولا يمنع حقاً. قال: فما الاثنتان؟ قال: كان موقفاً للخير، معصوماً من الشر. قال: فما الواحدة؟ قال: كان أشد الناس على نفسه سلطاناً.

عن الحسن قال: كانوا يتكلمون عند معاوية والأحنف ساكت.

فقالوا: ما لك لا تتكلم يا أبا بحر؟ قال: أخشى الله إن كذبت وأخشاكم إن صدقت.

عن سليمان التيمي قال: قال الأحنف بن قيس: ما ذكرت أحداً بسوء بعد أن يقوم من عندي.

عن سلمة بن منصور، عن مولى لهم كان يصحب الأحنف بن قيس، قال: كنت أصحبه فكان عامة صلاته بالليل الدعاء. وكان يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس. ثم يقول: يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟


٤٨١ - هو: الأحنف بن قيس بن معاوية بن معين، الأمير الكبير، العالم النبيل، أبو بحر، التميمي، أحد من يضرب بحلمه وسؤدده المثل، اسمه: ضحاك، وقيل: صخر، وشهر بالأحنف لحنف في رجليه، وهو العوج والميل، كان سيد تميم، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ووفد على عمر، سير أعلام النبلاء ٥/١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>