للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٩٤ - إبراهيم بن علي الخراساني الهروي

إبراهيم الخواص قال: نزلت إلى مشرعة الساج من بغداد وكان الماء مداً والريح تلعب بالموج، فرأيت رجلاً بين الموج يمشي على الماء، فسجدت وجعلت بيني وبين الله تعالى أن لا أرفع رأسي حتى أعلم من الرجل؟ فلم أطل في السجود حتى حركني وقال لي: قم ولا تعاود فأنا إبراهيم بن علي الخراساني.

عبد الله الخياط قال: قال إبراهيم الخراساني: احتجت يوماً إلى الوضوء فإذا أنا بكوز من جوهر، وسواك من فضة رأسه ألين من الخز، فأمسكت بالسواك، وتوضأت بالماء وتركتهما وانصرفت.

أبو سعيد الخراز قال: قال لنا إبراهيم الهروي: بينما أنا في بعض سياحاتي وقد بقيت أياماً كثيرة لم أر فيها أحداً من الناس ولا طائراً ولا ذا روح، وكنت في تلك الحال مستقلاً بلا طعام ولا شراب، فوقع في نفسي أني في معنى فخرج علي شخص مع الخاطر لا أدري من أين خرج؟ فقال لي: يا إبراهيم، ذلك المرائي تعرفه؟ قلت: أنا هو. قال: وكان إلى جنبي شجرة فقال لي: قل لهذه الشجرة تحمل دنانير. قلت: احملي دنانير. فلم تحمل. ثم قال لها: احملي. فإذا بشماريخ دنانير معلقة فاشتغلت أنظر إليها ثم التفت فلم أر الشخص وذهبت الدنانير من الشجرة.

قال أبو سعيد: وسمعته يقول: بينما رجل في مسير له في يوم صائف إذ عدل إلى شعب فأصاب فيه مغارة. قال: فدخلت فيها فما لبثت أن دخل علي ثعبان كأنه النخلة فتطوق في شق المغارة فجعل ينظر إلى فقلت في نفسي: لعلي رزق له، وهالني أمره، فما لبث أن خرج من المغارة. ثم أقبل إلي وفي فيه رغيف حواري قد ذهبت منه عضة، فوضعه عند رأسي ورجع إلى موضعه فتطوق فيه. فقمت فأكلت الرغيف فلما برد النهار خرجت فسرت فلقيني رفقة، فقالوا: من أين جئت؟ قلت: من هذا الشعب. قالوا: هل رأيت ما رأينا؟ قلت: وما هو؟ قالوا: اعترض علينا في الرفقة ثعبان وقام على ذنبه ونفح وكان معنا إنسان ظريف فيه أدب فقال: أظن هذا جائعاً. فرمى إليه رغيفاً حواري فأخذه الثعبان ومضى. فقلت: أنا أكلت الرغيف. ومضيت وخليتهم.

انتهى ذكر أهل هراة.


٦٩٤ – هو: إبراهيم الهروي، أبو إسحاق، يعرف بستنبه، صحب إبراهيم بن أدهم من أقران أبي يزيد، من المذكورين بالتوكل والتجريد، توفي بقزوين، وكان أهل هراة يعظمونه، انظر حلية الأولياء ١٠/٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>