ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جُمَح. يكنى أبا السائب. أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وهاجر إلى الحبشة الهجرتين وحرَّم الخمر في الجاهلية وقال: لا أشرب شيئاً يُذهب عقلي ويُضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أُنكح كريمتي من لا أريد.
وشهد بدراً وكان متعبداً.
توفي في شعبان على رأس ثلاثين شهراً من الهجرة وقبَّل النبي صلى الله عليه وسلم خده وسماه السلف الصالح١. وهو أول من قبر بالبقيع، وكان له من الولد: عبد الله والسائب، أمهما خولة بنت حكيم.
عن عثمان قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاء، وهو يغدو ويروح في أمان من الوليد بن المغيرة، قال: والله إن غُدوّي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل ديني يلقون من الأذى والبلاء مالا يصيبني، لنقصٌ كبير في نفسي. فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: يا أبا عبد شمس وفَت ذمتك قد رددتُ إليك جوارك. قال: لِم يا بن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي. قال: لا، ولكني أرضى بجوار الله عز وجل ولا أريد أن أستجير بغيره. قال: فانطلِقْ إِلى المسجد فاردُد عليّ جِواري علانيَةً كما أجرتك علانية.
١ حسن أخرجه الطبراني في الكبير حديث ٨٣٧. وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات.