للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣١- زينب بنت جحش بن رئاب:

امها اميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فمكا طلقها زيد بن حارثة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة وكانت من المهاجرات.

عن انس قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: " اذهب فاذكرني لها". فلما قال ذلك عظمت في نفسي فذهبت اليها فجعلت ظهري الى الباب فقلت: يا زينب بعثني اليك رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك. فقالت: ما كنت لا احدث شيئاً حتى اوامر ربي عز وجل. فقامت الى مسجدٍ لها فانزل الله عز وجل هذه الآية: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: ٣٧] فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بغير إذن أخرجه مسلم١.

وقد اخرج البخاري من حديث انس ان زينب كانت تفخر على ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: زوجكن اهاليكن وزوّجني الله تعالى من فوق سبع سموات.

وعنه قال: كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول ان الله عز وجل أنكحني من السماء وأطعم النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ عليها خبزا ولحماً قال، وكان القوم جلوسا في البيت فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلبث هُنَيَّةً، فرجع والقوم جلوس فشق ذلك عليه وعرفت ذلك وجهه فنزلت آية الحجاب.

قلت: نزول آية الحجاب في قصة زينب في الصحيحين من حديث انس بن مالك الأنصاري. وفيهما من حديثه أيضاً قال: ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه اكثر وافضل مما او لم على زينب فقال ثابت البناني: بما أو لم؟ قال: اطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه٢.

وعن عائشة قالت: كانت زينب بنت جحش هي التي كانت تساميني من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله عز وجل بالورع ولم أرَ امرأة اكثر خيراً وأكثر صدقة واوصل للرحم وابذل لنفسها في كل شيء يتقرب به الى الله عز وجل من زينب ما عدا سورة من حِدةٍ كانت فيها، يوشك منها الفيئة.


١٣١- هي: زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر الأسدية أم المؤمنين أمها أميمة بنت عبد المطلب يقال: ماتت سنة عشرين في خلافة عمر.
١ صحيح: أخرجه مسلم في النكاح حديث ١٤٢٨.
٢ صحيح: أخرجه البخاري في النكاح حديث ٥١٦٦. باب ٦٧ الوليمة حق.

<<  <  ج: ص:  >  >>