للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن برزة بنت رافع قالت: لما جاء العطاء بعث عمر الى زينب بنت جحش بالذي لها، فلما دخل عليها قالت: غفر الله لعمر، لغيري من اخواتي كان اقوى على قسم هذا مني. قالوا هذا كله لك. قالت: سبحان الله. واسترت دونه بثوب وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوباً. فصبّوه وطرحوا عليه ثوباً. فقالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي الى آل فلان وآل فلان من ايتامها وذوي رحمها فقسمته حتى بقيت منه فقالت لها برزة: غفر الله لك، والله لقد كان لنا في هذا حظ. قالت: فلكم ما تحت الثوب. قالت: فرفعنا الثوب فوجدنا خمسةً وثمانين درهماً. ثم رفعت يديها الى الأعلى فقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا. قال: فماتت.

وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه: "اولكن يتبعني اطولكن يداً". قالت عائشة: فكنا اذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الحائط نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة ولم تكن اطولنا يداً. فعرفت ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد بطول اليد الصدقة. وكانت امرأة صناعاً، وكانت تعمل بيدها وتتصدق به في سبيل الله عز وجل١.

نوفيت زينب بنت جحش في سنة عشرين وهي بنت ثلاث وخمسين سنة رحمها الله.


١ صحيح: أخرجه مسلم في فضائل الصحابة حديث ٢٤٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>