عن هشيم قال: دخلنا على سيار أبي الحكم وهو يبكي، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: ما أبكى العابدين قبلي.
أبو جعفر الآدمي قال: قال سيار أبو الحكم: الفرح بالدنيا والحزن بالآخرة لا يجتمعان في قلب عبد، إلا إذ سكن أحدهما القلب خرج الآخر.
حسين بن زيادة قال: بعث بعض القضاة إلى سيار بواسط فأتاه فقال له: لم لا تجيء إلينا؟ فقال له: إن أنت أدنيتني فتنتني، وإن باعدتني غممتني، وليس عندك ما أرجوه ولا عندي ما أخافك عليه. ثم قام.
عبد الحميد بن بيان قال: سمعت أبي يقول: خرج سيار إلى البصرة، فقام يصلي إلى سارية في المسجد الجامع، وكان حسن الصلاة، عليه ثياب جياد. فرآه مالك بن دينار فجلس إليه فسلم سيار، فقال له مالك: هذه الصلاة وهذه الثياب؟ فقال له سيار: هذه ترفعني عندك أو تضعني؟ فقال: تضعك. قال: هذا أردت. ثم قال له: يا مالك إني لأحسب ثوبيك هذين قد أنزلاك من نفسك ما لم ينزلك من الله. فبكى مالك وقال له: أنت سيار؟ قال: نعم. فعانقه - وفي رواية أخرى: فجاء مالك فقعد بين يديه.
قال المصنف: يسند سيار عن طارق بن شهاب، ويقال إن طارقاً من أصحابه، وروي عن الشعبي، وأبي حازم، في نظراتهم.
٣٧٤ - هو: سيار أبو الحكم العنزي -بنون وزاي - وأبوه يكنى أبا سيار واسمه وردان، وقيل: ورد، وقيل: غير ذلك، هو أخو مساور الوراق لأمه، ثقة، وليس هو الذي يروي عن طارق بن شهاب، من السادسة، مات سنة اثنتين وعشرين.