يحيى بن راشد قال: حدثني محمد بن الحرب بن عبد ربه القيسي، وكان ذا قرابة لرياح، قال: كنت أدخل عليه المسجد وهو يبكي وأدخل عليه البيت وهو يبكي وآتيه في الجبان وهو يبكي، فقلت له يوماً: أنت دهرك في مأتم، فبكى ثم قال: يحق لأهل المصائب والذنوب أن يكونوا هكذا.
معاذ بن عون الضرير قال: كنت أكون قريباً من الجبان فكان يمر بي رياح القيسي بعد المغرب إذا خلت الطريق فكنت أسمعه وهو يتشنج بالبكاء وهو يقول: إلى كم يا ليل يا نهار تحطان من أجلي وأنا غافل عم يراد بي؟ إنا لله إن الله. فهو كذلك حتى يغيب عن وجهه.
علي بن الحسين بن أبي مريم قال: قال رياح القيسي: لي نيف وأرعون ذنباً قد استغفرت لكل ذنب مائة ألف مرة.
عن محمد بن يحيى قال: قال رياح القيسي، كما لا تنظر الأبصار إلى شعاع الشمس، كذلك لا تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة أبداً.
مالك بن ضيغم قال: جاء رياح القيسي يسال عن أبي بعد العصر فقلنا هو نائم. فقال: أنوم في هذه الساعة؟ أهذا وقت نوم؟ ثم ولى منصرفاً. فأتبعناه رسولاً فقلنا: قل له ألا نوقظه لك؟ قال: فأبطأ علينا الرسول. ثم جاء وقد غربت الشمس فقلنا: أبطأ جداً. فهل قلت له؟ قال: هو كان أشغل من أن يفهم عني شيئاً، أدركته وهو يدخل المقابر وهو يعاتب نفسه ويقول: قلت: نوم هذه الساعة؟ أفكان هذا عليك؟ ينام الرجل متى شاء. وقلت: هذا وقت نوم؟ وما يدريك أن هذا ليس بوقت نوم؟ تسألين عما لا يعنيك وتتكلمين بما لا يعنيك، أما إن لله علي عهداً لا أنقضه أبداً. ألا أوسدك الأرض لنوم حولاً إلا لمرض حائل أو لذهاب عقل زائل، سوءة لك سوءة لك، أما تستحيين؟ كم توبخين وعن غيك لا تنتهين.
٥٥٨ - هو: رباح بن عمرو القيسي، رجل سوء قاله أبو داود، قال الذهبي: قلت: هو من زهاد المبتدعة بالكوفة، روى عن مالك بن دينار، وعنه روح بن عبد المؤمن، قال أبو زرعة: صدوق، قال عبيد الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: هو وأبو حبيب وحيان الجريري ورابعة رابعتهم في الزندقة ميزان الاعتدال ٣/٩١ ترجمة ٢٨١٧.