للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٥- الطفيل بن عمرو بن طريف الدوسي رضي الله عنه:

عن عبد الوأحد بن أبي عون قال كان طفيل الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة فقدم مكة فلقيه رجال من قريش فقالوا انك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين اظهرنا قد اعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت امرنا وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين ابنه وبين الرجل وبين زوجته وانا نخشى عليك وعلى قومك مثل مادخل علينا فلا تسمع منه. قال فوالله ما زالوا بين حتى اجمعت إلا اسمع منه شيئا ولا اكلمه فغدوت إلى المسجد وقد حشوت اذني قطنا فكان يقال لي ذو القطنتين فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فقمت قريبا منه فسمعت ببعض قوله فقلت في نفسي واثكل امي والله اني لرجل لبيب شاعر ما يخفي علي الحسن من القبيح فما يمنعني ان اسمع من هذا فان كان حسنا قبلته وان كان قبيحا تركته.

فمكثت حتى انصرف إلى بيته فدخل فدخلت معه فقلت ان قومك قالوا لي كذا وكذا فاعرض امرك علي فعرض علي الإسلام وتلا علي القرآن فقلت لا والله ما سمعت قولا قط احسن من هذا وبامرا اعدل منه فأسلمت وقلت يا نبي الله اني امرؤ مطاع في قومي واني راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام فادع الله ان يكون لي عونا عليهم فقال: "اللهم اجعل له آية".

فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح فقلت اللهم في غير وجهي فاني اخشى ان يظنوا انها مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم فتحول النور فوقع في رأس سوطي فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق فاتاني أبي فقلت اليك عني فانك لست مني ولست منك قال ولم يا بني قلت اني أسلمت واتبعت محمد قال يا بني ديني دينك فقلت فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ففعل ثم جاء فعرضت عليه الإسلام ثم اتتني صاحبتي فقلت اليك

<<  <  ج: ص:  >  >>