عن أبي أيوب رجل من قريش أن امرأة من أهله كانت تجتهد في العبادة وتديم الصيام وتطيل القيام فأتاها الملعون فقال إلى كم تعذبين هذا الجسم وهذه الروح ولو أفطرت وقصرت عن الصيام والقيام كان أدوم لك وأقوى.
قالت فلم يزل يوسوس لي حتى هممت والله بالتقصير.
قالت ثم دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتصمة بقبره وذلك بين المغرب والعشاء فحمدت الله وصليت على رسوله ثم ذكرت ما نزل بي من وسواس الشيطان واستغفرت وجعلت ادعوا الله أن يصرف عني كيده ووساوسه قالت فسمعت صوتا من ناحية القبر يقول:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر: ٦] قالت فرجعت مذعورة وجلة القلب فوالله ما عاودتني تلك الوسوسة بعد تلك الليلة.