للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن شعبة قال: كان ثابت البناني يقرأ القرآن في كل يوم وليلة ويصوم الدهر.

جعفر بن سليمان قال: حدثنا ثابت البناني قال: كان رجل من العباد يقول: إذا أنا نمت ثم استيقظت ثم أردت أن أعود إلى النوم فلا أنام الله عيني إذاً. قال جعفر: كنا نراه يعني نفسه.

حميد قال: كنا نأتي أنس بن مالك ومعنا ثابت، فكلما مر بمسجد صلى فيه فكنا نأتي أنساً فيقول: أين ثابت؟ أين ثابت؟ إن ثابتاً دويبة أحبها.

قال عبد الله: وحدثني أبي قال: بلغني أن أنساً قال لثابت: ما أشبه عينك بعيني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما زال يبكي حتى عمشت عيناه.

جعفر بن سليمان قال: اشتكى ثابت البناني عينه فقال له الطبيب: اضمن لي خصلة تبرأ عينك قال: وما هي؟ قال: لا تبك قال: وما خير في عين لا تبكي؟

حماد بن زيد قال: رأيت ثابتاً البناني يبكي حتى تختلف أضلاعه.

عن هشام قال: ما رأيت قط أصبر على طول المقام والسهر من ثابت البناني، صحبناه مرة إلى مكة فكنا إن نزلنا ليلاً فهو قائم يصلي وإلا فمتى شئت أن تراه أو تحس به مستيقظاً ونحن نسير إما باكياً وإما تالياً.

مبارك بن فضالة قال: كان ثابت البناني يقوم الليل ويصوم النهار.

وكان يقول: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل.

جعفر قال: سمعت ثابتاً يقول: ما تركت في المسجد الجامع سارية إلا وقد ختمت القرآن عندها وبكيت عندها.

جعفر قال: أخبرنا محمد بن ثابت البناني قال: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت فقلت: يا أبت قل لا إله إلا الله فقال: يا بني خل عني فإني في وردي السادس أو السابع.

شبان بن جسر عن أبيه قال: أنا، والله الذي لا إله إلا هو، أدخلت ثابتاً البناني لحده ومعي حميد الطويل أو رجل غيره، شك محمد، قال: فلما سوينا عليه اللبن سقطت لبنة فإذا أنا به يصلي في قبره. فقلت للذي معي: ألا ترى؟ قال: اسكت فلما سوينا عليه وفرغنا أتينا ابنته فقلنا لها: ما كان عمل ثابت؟ قالت: وما رأيتم؟ فأخبرناها. قالت: كان يقوم الليل خمسين سنة فإذا كان السحر قال في دعائه: اللهم إن كنت أعطيت أحداً من خلقك الصلاة في قبره فأعطنيها. فما كان الله عز وجل ليرد ذلك الدعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>