شيء، وإذا أراد أن يكتنز به الكنوز هاب من كل شيء" ١ فقال: أربعون ألف درهم تأخذها تستعين بها على ما أنت عليه؟ قال: قال ارددها على من ظلمته بها. قال: والله ما أعطيتك إلا ما ورثته. قال: لا حاجة لي فيها ازوها عني زوى الله عنك أوزارك. قال: فتقسمها. قال: فلعلي إن عدلت في قسمتها أن يقول بعض من لم يرزق منها لم يعدل، ازوها عني زوى الله عنك أوزارك.
موسى بن إسماعيل قال: لو قلت لكم إني رأيت حماد بن سلمة ضاحكاً قط صدقتكم كان مشغولاً بنفسه، إما أن يحدث وإما أن يقرأ وإما أن يسبح، وإما أن يصلي. كان قد قسم النهار على هذه الأعمال.
سوار بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه فإذا ربح في ثوب حبة أو حبتين شد جونته فلم يبع شيئاً. فكنت أظن أن ذلك يقوته. فإذا وجد قوته لم يزد عليه شيئاً.
يونس بن محمد قال: مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي.
أسند حماد بن سلمة عن خلق لا يحصون من التابعين. وتوفي في سنة ثمان وستين ومائة.
أبو عبد الله التميمي عن أبيه قال: رأيت حماد بن سلمة في النوم فقلت: ما فعل بك ربك؟ قال: خيراً. قلت: وماذا؟ قال: قيل لي طال ما كددت نفسك فاليوم أطيل راحتك وراحة المتعوبين في الدنيا، بخ بخ ماذا أعددت لهم.
١ ذكره العلامة الهندي في كنز العمال وعزاه لابن عساكر وابن النجار كنز العمال ٤٦١٣١.