للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن لم تزر في آل جمع الأعجم ... جمع أبي ساسان جمع رستم

بكل محمود اللقاء ضيغم ... ماض على الهول خضم خضرم

إما لقهر عاجل أو مغنم ... أو لحياة في السبيل الأكرم

نفوز فيها بالنصيب الأعظم

ثم شد الذي يليه وهو يقول:

إن العجوز ذات حزم وجلد ... والنظر الأوفق والرأي السدد

قد أمرتنا بالصواب والرشد ... نصيحة غنها وبراً بالولد

فباكروا الحرب نماء في العدد ... إما لقهر واحتياز للبلد

أو ميتة تورث خلداً للأبد ... في جنة الفردوس في عيش رغد

فقاتلوا جميعاً حتى فتح الله عز وجل للمسلمين، وكانوا يعطون ألفين يجيئون بها فيصبونها في حجرها فتقسم ذلك بينهم حفنة حفنة، فما يغادر واحد من عطائه درهماً.

٩٢٧ - منفوسة بنت زيد الفوارس

الأصمعي قال: حدثني رجل من بني ثعل قال: كنت ببعض نواحي نجد فرفعت لي فيه قبة من أدم فقصدتها فإذا أصوات نساء معولات، فدنوت منهن وسألتهن عن شأنهن؟ فقلن: منفوسة بنت زيد الفوارس أصيبت بابنها، وإذا هو في حجرها وهي تقول: والله لتقدمك أمامي أحب إلي من تأخرك ورائي، ولصبري عنك أجدى من جزعي عليك، وما حظ مصيبة تحل من التلف محلك، وتورث من العطب مثل مضجعك، ولئن كان فراقك حسرة إن توقع أجرك لخيرة.

ثم قالت: لله در عمرو بن معدي كرب حيث يقول:

وإنا لقوم لا تفيض دموعنا ... على هالك منا وإن قصم الظهرا

٩٢٨ - عاتكة المخزومية

إبراهيم بن محمد المخزومي قال: بكت امرأة من بني مخزوم يقال لها عاتكة حتى ذهب بصرها. فعوتبت في ذلك وقيل لها: ما بعد ذهاب البصر شيء؟ فقالت: ما ينبغي للمخوف بالنار أن تجف له دمعة حتى يعرف موقع الأمان من ذلك. فلم تزل على ذلك البكاء حتى ماتت عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>