للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٨٣ - عابد آخر

أبو غالب قال: صحبنا شيخ في بعض المغازي، فكان يحيي الليل حيث كان على ظهر دابته أو على الأرض وكان إذا نظر إلى الفجر قد لمع ضوؤه نادى: يا إخوتاه عند بلوغ الماء يفرح الواردون بتعجيل الرواح، هنالك تنقطع كل همة.

٩٨٤ - عابد آخر اسمه سعيد

عباس بن يوسف قال: قال ميسرة الخادم: غزونا في بعض الغزوات فصادفنا العدو، فإذا بفتى إلى جانبي مقنع في الحديد، فحمل على الميمنة حتى ثناها، وحمل على الميسرة حتى ثناها، وحمل على القلب حتى ثناه. ثم أنشأ يقول:

أحسن بمولاك سعيد ظنا ... هذا الذي كنت له تمنى

تنح يا حور الجنان عنا ... ما لك قاتلنا ولا قتلنا

لكن إلى سيدنا اشتقنا ... قد علم السر وما أعلنا

قال: فحمل فقاتل فقتل منهم عدداً، ثم رجع إلى مصافه فتكالب عليه العدو فإذا به قد حمل على الناس وأنشأ يقول:

قد كنت أرجو، ورجائي لم يخب ... أن لا يضيع اليوم كدي والتعب

يا من ملا تلك القصور باللعب ... لولاك ما طابت ولا طاب الطرب

فحمل فقتل منهم عدداً ثم رجع إلى مصافه فتكالب عليه العدو فحمل الثالثة وأنشأ يقول:

يا لعبة الخلد قفي ثم اسمعي ... ما لك قاتلنا فكفي واربعي

ثم ارجعي إلى الجنان فأسرعي ... لا تطمعي، لا تطمعي، لا تطمعي

قال: فحمل فقاتل حتى قتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>