قال اتعرف عبد الله بن عامر قلت نعم قال فانه كان يتقرا معي ويلزمني ثم طلب الامارة لاذا قدمت البصرة فترايا له فانه سيقول الك حاجة فقل لها اخلني فقل له ان رسول أبي ذر اليك وهو يقرئك السلام ويقول لك أنا ناكل من التمر ونشرب من الماء ونعيش كما تعيش.
فلما قدمت تراءيت له فقال الك حاجة فقلت اخلني اصلحك الله فقلت أنا رسول أبي ذر اليك فلما قلتها خشعلها قلبه وهو يقرأ عليك السلام ويقول لك أنا ناكل من التمر ونشرب من الماء ونعيش كما تعيش قال فحلل ازاره ثم اردخل رأسه في جيبه ثم بكى حتى ملا جيبه بالبكاء.
وعن أبي بكر بن المنكدر قال بعث حبيب بن مسلمة وهو امير بالشام إلى أبي ذر بثلاث مائة دينار وقال استعن بها على حاجتك فقال أبو ذر ارجع بها إليه أو ما وجد أحداً اغز بالله عز وجل منا مالنا إلا ظل نتوارى به وثلة من عن تروح علينا ومولاة لنا تصدقت علينا بخدمتها ثم اني لاتخوف الفضل.
وعن جعفر بن سليمان قال دخل رجل على أبي ذر فجعل يقلب بصره في بيته فقال يا أبا ذر اين متاعكم قال لنابيت نوجه إليه صالح متاعنا قال أنه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا قال ان صاحب المنزل لا يدعنا فيه.
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ذر قال والله لو تعلمون ما اعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ولا تقاررتم على فرشكم والله لوددت ان الله عز وجل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد ويؤكل ثمرها.
عن ابن عمر بن الخطاب عن أبيه قال قال أبو ذر الصاحب الصالح خير من الوحدة والوحدة خير من صاحب السوء ومملي الخير خير من الصامت والصامت خير من مملي الشر والامانة خير من الخاتم والخاتم خير من ظن السوء.
ذكر خروج أبي ذرة رضي الله عنه إلى الربذة:
روى البخاري في افراده من حديث زيد بن وهب قال مررت بالربذة فقلت لأبي ذر ما انزلك هنا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعأوية في هذه الاية:{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}[التوبة: ٣٤] فقال نزلت في أهل الكتاب فقلت فينا وفيهم فكتب يشكوني إلى عثمان فكتب عثمان اقدم المدينة فقدمت فكثر الناس علي كانهم لم يروني قبل ذلك فذكر ذلك لعثمان فقال ان شئت تنحيت فكنت قريبا فذلك الذي انزلني هذا المنزل.