وعن عكرمة عن ابن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم اليوم كثير فقال واعجبا لك يا بن عباس اترى الناس يفتقرون اليك وفي الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيهم قال فتركت ذلك واقبلت اسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث فان كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فاتوسد التراب فيخرج فيراني فيقول يا بن عم رسول الله ما جاء بك إلا ارسلت إلي فآتيك فاقول لا أنا أحق أن آتيك فأسالك عن الحديث.
فعاش ذلك الفتى الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني فيقول: هذا الفتى كان اعقل مني١.
وعن أبي صالح قال: لقد رأيت من ابن عباس مجلساً لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخراً، رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا أن يذهب. قال فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه فقال: ضع لي وضوءاً. قال: فتوضأ وجلس، وقال: اخرج فقل لهم: من أراد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه فليدخل.
قال: فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة. فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم عنه وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر.
ثم قال: إخوانكم قال: فخرجوا. ثم قال: اخرج فقل: من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله فليدخل. قال: فخرجت فآذنتهم، فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر.
ثم قال: إخوانكم. قال: فخرجوا. ثم قال اخرج فقل: من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل. قال فخرجت فقلت لهم. فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله.
ثم قال: إخوانكم. قال: فخرجوا. ثم قال: أخرج فقل من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل. قال: فخرجتُ فآذنتُهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة. فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله.
ثم قال: إخوانكم. قال: فخرجوا ثم قال: أخرج فقل: من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل. قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة. فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله.