للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنبه، وهو يُقبل على الناس مرّة وعليه أخرى، ويقول: "إن ابني هذا سيّد ولعل الله عز وجل أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" ١.

وأخرجا من حديث أبي جُحيفة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الحسن يشبهه٢.

وعن أنس بن مالك قال: كان الحسن بن علي أشبههم وجهاً برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن سعيد بن عبد العزيز: قال: أن الحسن بن علي سمع رجلاً يسأل ربَّه عز وجل أن يرزقه عشرة آلاف. فانصرف الحسن فبعث بها إليه.

وعن محمد بن علي قال: قال الحسن: إني لأستحيي من ربي عز وجل أن ألقاه ولم أمش إلى بيته. فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه.

وعن علي بن زيد قال: حجَّ الحسن خمس عشرةَ حجّةً ماشياً وإن النجائبَ لَتُقاد بين يديه. وخرَج من ماله الله مرّتين، وقاسم الله عز وجلّ مالَه ثلاث مرار حتى إن كان ليُعطي نعلاً ويُمسك نعلاً.

ذكر وفاة الحسن عليه السلام.

عن عُمير بن إسحق قال: دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي نعوده، فقال. يا فلان: سلني. فقال: لا والله لا نسألك حتى يعافيك الله. قال: ثم دخل، ثم خرج إلينا فقال سلني قبل ألا تسألني. قال: بل يعافيك الله عز وجل. قال: لقد ألقيتُ طائفةً من كبدي وإني قد سقيت السمّ مراراً، فلم أُسقَ مثل هذه المرّة.

ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه، قال: يا أخي من تتهم؟ قال: لِمَ؟ لتقتله؟ قال: نعم. قال: إن يكن الذي أظن فالله أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً، وإلا يكن فما أُحِبُّ أن يُقتل بي بريء. ثم قضى رضي الله عنه.

وعن رقبة بن مصقلة قال: لما نزل بالحسن بن علي الموت قال: أخرجوا فراشي إلى صحن الدار. فأخرج، فقال: اللهم إني أحتسِب نفسي عندك، فأني لم أصب بمثلها؛ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.


١ صحيح: أخرجه البخاري في الصلح حديث ٢٧٠٤. باب ٩. قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن رضي الله عنه: "إن ابني هذا سيد ... "
٢ صحيح: أخرجه البخاري في فضائل الصحابة حديث ٣٧٥٢. باب ٢٢. مناقب الحسن والحسين رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>