هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك: من هذا؟ بضائره ... العرب تعرف من أنكرت والعجم
يغضي حياءً ويغضي من مهابته ... ولا يكلم إلا حين يبتسم
وعن صالح بن حسان قال: قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحداً أورع من فلان. قال: هل رأيت علي بن الحسين؟ قال: لا قال: ما رأيت أحداً أروع منه.
وقال الزهري: لم أر هاشمياً أفضل من علي بن الحسين، وما رأيت أحداً كان أفقه منه.
وعن طاوس قال: رأيت علي بن الحسين ساجداً في الحجر فقلت: رجل صالح من أهل بيتٍ طيب، لأسمعن ما يقول. فأصغيت إليه فسمعته يقول: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك، فوالله ما دعوت الله بها في كرب إلا كشف الله عني.
وعن أبي جعفر قال: كان علي بن الحسين رحمه الله يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعةٍ وتهيج الريح فيسقط مغشياً عليه.
وعن عبد الغفار بن القاسم قال: كان علي بن الحسين خارجاً من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي فقال علي بن الحسين: مهلاً عن الرجل. ثم أقبل على الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر. ألك حاجة نعنيك عليها؟ فاستحيا الرجل. فألقى عليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسول.
وعن رجل من ولد عمار بن ياسر قال: كان عند علي بن الحسين قوم فاستعجل خادماً له بشواء كان له في التنور. فأقبل به الخادم مسرعاً وسقط السفود من يده على بني لعلي أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال علي للغلام: أنت حر، لم تعمده وأخذ في جهاز ابنه.
وعن عمرو بن دينار قال: دخل على بن الحسين علي محمد بن أسامة ابن زيد في مرضه فجعل محمد يبكي فقال علي: ما شأنك؟ قال: عليَّ دين. قال: كم هو؟ قال خمسة عشر ألف دينار. قال: فهو علي.
وعن أبي جعفر محمد بن علي قال: أوصاني أبي قال: لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق. قال: قلت: جعلت فداءك يا ابت من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقاً فإنه يبيعك بأكلةٍ فما دونها. قال: قلت: يا أبة وما دونها؟ يطمع فيها ثم لا ينالها.