وعن الأعمش عن مجاهد قال كان بالمدينة أهل بيت ذوو حاجة عندهم راس شاة فأصابوا شيئا فقالوا لو بعثنا هذا الرأس إلى من هو أحوج إليه منا قال فبعثوا به فلم يزل يدور بالمدينة حتى رجع إلى أصحابه الذين خرج من عندهم.
وعنه قال كنا عند مجاهد فقال القلب هكذا وبسط كفه فإذا أذنب الرجل ذنبا قال هكذا وعقد وأحدا ثم أذنب وعقد اثنين ثم ثلاثا ثم أربعا ثم رد الإبهام على الأصابع في الذنب الخامس ثم يطبع على قلبه.
قال مجاهد: فأيكم يرى أنه لم يطبع على قلبه.
وعن عمر بن ذر عن مجاهد قال إذا أراد أحدكم أن ينام فليستقبل القبلة ولينم على يمينه وليذكر الله وليكن آخر كلامه عند منامه لا اله إلا الله فإنها وفاء لا يدري لعلها تكون منيته ثم قرأ:{وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ}[الأنعام: ٦٠] .
اسند مجاهد عن ابن عباس وابن عمر وابن عمرو وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة ورافع بن خديج في آخرين وحدث عن عائشة إلا أن حديثه عنها مرسل لأنه لم يسمع منها.
وحدث عنه من أعلام التابعين عطاء وطاوس وعكرمة في خلق كثير.
ذكر وفاته:
قال الفضل بن ذكين مات مجاهد سنة اثنتين ومائة يوم السبت وهو ساجد وقال يوسف بن سليمان توفي مجاهد بمكة سنة ثلاث ومائة.
وعن يحيى بن سعيد قال مات مجاهد سنة أربع ومائة وقال ابن جريج بلغ مجاهد يوم مات ثلاثا وثمانين سنة رحمه الله تعالى.