قال وسمعت الفضيل يقول إذا لم تقدر على القيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك.
وعن منصور بن عمار قال تكلمت يوما في المسجد الحرام فذكرت شيئا من صفة النار ف رأيت الفضيل بن عياض صاح حتى غشى عليه فطرح نفسه.
وعن أبي إسحاق قال قال الفضيل بن عياض لو خيرت بين أن أعيش كلباً أو أموت كلباً ولا أرى يوم القيامة لاخترت أن أعيش كلبا أو أموت كلبا ولا أرى يوم القيامة.
وعن مهران بن عمرو الأسدي قال سمعت الفضيل بن عياض عشية عرفة بالموقف وقد حال بينه وبين الدعاء البكاء، يقول واسوأتاه، وافضيحتاه وإن عفوت.
وعن احمد بن سهل قال قدم علينا سعد بن زنبور فأتيناه فحدثنا قال كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه فلم يؤذن لنا فقيل لنا انه لا يخرج إليكم أو يسمع القرآن. قال: وكان معنا رجل مؤذن وكان صَيّتاً فقلنا له اقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} ورفع بها صوته. فأشرف علينا الفُضيل وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينيه وأنشأ يقول:
بلغت الثمانين أو حزتها ... فماذا أُؤمّل أو أنتظرْ؟
أتى لي ثمانونَ من مولدي ... وبعدَ الثمانين ما يُنتظَرْ
علتني السنون فأبلينني ... ........
قال ثم خنقته العبرة. وكان معنا علي بن خشرم فأتمّه لنا فقال:
علتني السنون فأبلينني ... فرقّت عظامي وكلَّ البصر
وعن أبي جعفر الحذاء قال: سمعت فضيل بن عياض يقول أخذت بيد سفيان ابن عيينة في هذا الوادي فقلت له: إن كنت تظن انه بقي على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما تظن.
وعن علي بن الحسن قال بلغ فضيلاً أن جريراً يريد أن يأتيه قال: فأقفل الباب من خارج قال: فجاء جرير فرأى الباب مقفلا فرجع قال علي فبلغني ذلك فأتيته فقلت له جرير فقال ما يصنع بي يظهر لي محاسن كلامه وأظهر له محاسن كلامي فلا يتزين لي ولا أتزين له خير له.
وعن الفيض بن إسحاق قال سمعت فضيلاً يقول لو قيل لك يا مرائي لغضبت ولشق عليك وتشكو فتقول قال لي يا مرائي عساه قال حقا من حبك للدنيا تزينت للدنيا وتصنعت للدنيا.