قال: وأخبرني غيره عن الشافعي قال: لم يكن لي مال فكنت اطلب العلم في الحداثة اذهب إلى الديوان استوهب الظهور اكتب فيها.
وعن حسين الكرابيسي قال: سمعت الشافعي يقول: كنت امرءاً أكتب الشعر وآتي البوادي فأسمع منهم، وقدمت مكة وخرجت وأنا اتمثل بشعر للبيد وأضرب وحشىْ قدمي بالسوط فضربني رجل من ورائي من الحجبة فقال: رجل من قريش ثم ابن المطلب رضي من دينه ودنياه ان يكون معلما ما الشعر؟ الشعر إذا استحكمت فيه قعدت معلما، تفقه يُعْلِكَ الله.
قال: فنفعني الله بكلام ذلك الحجبي ورجعت الى مكة وكتبت عن ابن عيينة ما شاء الله ان اكتب ثم كنت اجالس مسلم بن خالد الزنجي ثم قدمت على مالك فكتبت موطاة فقلت له يا ابا عبد الله اقرا عليك فقال يا ابن اخي تاتي برجل يقرؤه علي وتسمع فقلت اقرا عليك فتسمع الى كلامي فقال اقرا فلما سمع قرات عليه حتى بلغت كتابالسير قال لي اطوه يا ابن أخي تفقه تعل.
وعن محمد بن اسماعيل الحميري عن ابيه قال كان الشافعي يطلب اللغة العربية والشعر وكان كثيرا ما يخرج الى البدو فيحمل ما فيه من الادب.
فبيما هو يوما في حي من احياء العرب جاء إليه بدوي فقال له ما تقول في امرأة تحيض يوما وتطهريوما قال ما ادري قال يا ابن اخي الفريضة اولى بك من النافلة فقال له انما اريد هذا لذاك وعليه قد عزمت وبالله التوفيق ثم خرج الى مالك بن انس.
وعن الحميدي عن الشافعي قال كنت يتيما في حجر امي ولم يكن معها ما تعطي المعلم وكان المعلم قد رضي مني ان اخلفه اذا قام فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء فأحفظ الحديث والمسألة فكنت أنظر إلى العظم يلوح فاكتب فيه الحديث والمسالة وكانت لنا جرة عظيمة فاذا امتلا العظم تركته في الجرة وفي رواية اخرى فامتلا من ذلك حبان.
وعن اسماعيل بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطا وانا ابن عشر سنين.
وعن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال يروى في الحديث ان الله تعالى يبعث على راس كل مائة سنة من يصحح لهذه الامة دينها فنظرنا في المائة الاولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز ونظرنا في المائة الثانية فنراه الشافعي.