ما لا تقوم له الجبال الرواسي اتصبرون قالوا اذا كنت انت المبتلي لنا فافعل ما شئت فهؤلاء عبادي حقا.
وعنه قال كنت يوما عند السري بن مغلس وكنا خاليين وهو متزر بمئزر فنظرت الى جسده كانه جسد سقيم دنف مضني كاجهد ما يكون فقال انظر الى جسدي هذا لو شئت أن أقول ان ما بي من المحبة لله تعالى لكان كما اقول وكان وجهه اصفر ثم اشرب حمرة حتى تورد ثم اعتل فدخلت عليه اعوده فقلت له كيف تجدك فقال:
كيف اشكو الى طبيبي ما بي؟ ... والذي بي اصابني من طبيبي
فاخذت المروحة اروحه فقال لي كيف يجد روح المروحة من جوفه يحترق من داخل ثم أنشأ يقول:
القلب محترق والدمع مستبق ... والكرب مجتمع والصبر مفترق
كيف القرار على من لا قرار له ... مما جناه الهوى والشوق والقلق؟
يا رب ان كان شيء فيه لي فرج ... فامنن علي به بي ما دام بي رمق
وعنه قال دخلت على سري السقطي وهو في النزع فجلست عند راسه فوضعت خدي على خذه فدمعت عيناي فوقع دمعي على خده ففتح عينيه فقال لي من انت قلت انا خادمك الجنيد فقال مرحبا فقلت له ايها الشيخ اوصني بوصية انتفع بها بعدك قال أياك ومصاحبة الاشرار وان تنقطع عن الله بصحبة الاخيار.
وقد رواها جعفر الخلدي عن الجنيد ايضا.
اسند سري عن هشيم وابي بكر بن عياش ويزيد بن هارون وغيرهم وصحب معروفا الكرخي.
قال ابو عبيد علي بن الحسين ين حرب القاضي توفي سري بن المغلس يوم الثلاثاء لست خلون من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وعن ابي الحسن بن مقسم المقري قال مات سري سنة احدى وخمسين ومائتين.
وقال المصنف رحمه الله والاول اصح.
وعن ابي عبيد بن حربوية قال حضرت جنازة سري السقطي فسررت فحدثنا رجل عن آخر انه حضر جنازة سري السقط فلما كان في بعض الليل راه في النوم فقال له مافعل الله بك قال غفر لي ولمن حضر جنازتي وصلى علي فقلت: فاني ممن حضر جنازته وصلى