للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فثقل عليه حركتها فمد رجليه وقد تورمتا فرآه بعض اصدقائه فقال ما هذا يا ابا القاسم فقال هذه نعم الله اكبر فلما فرغ من صلاته قال له أبو محمد الحريري لو اضطجعت قال يا ابا محمد هذا وقت يؤخذ منه الله اكبر فلم يزل ذلك حاله حتى مات رحمه الله.

اسند الجنيد الحديث عن الحسن بن عرفة.

قال المصنف رحمه الله اخبرنا أبو منصور الصرار قال انبا احمد بن علي بن ثابت قال اخبرنا أبو سعد الماليني قال ابنا أبو القاسم عمر بن محمد بن مقبل قال انبا جعفر الخلدي قال انبا الجنيد بن محمد قال حدثنا الحسن بن عرفة قال انبا محمد بن كثير الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله" ١ ثم قرا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: ٧٥] .

قال أبو بكر الخطيب لا يعرف للجنيد غير هذا الحديث.

قال المصنف قلت وقد رويت له حديثا آخر اخبرنا محمد بن عبد الباقي قال انبأ رزق الله بن عبد الوهاب قال انبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال أنبأ احمد بن عطاء الصوفي قال انبأ محمد بن علي بن الحسين قال سئل الجنيد عن الفراسة قال فقال انبا الحسن بن عرفة قال ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال كنت ارعى غنما لعقبة بن أبي معيط وذكر الحديث وقال في اخره قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "انك عليم معلم".

قلت وقد لقي الجنيد خلقا من العلماء ودرس الفقه على ابي ثور وكان يفتي في حلقته بحضرته وهو ابن عشرين سنة وصحب جماعة من العباد واشتهر بصحبة خاله سري والحارث المحاسبي.

وتوفي يوم السبت في شوال سنة ثمان وتسعين ومائتين وقيل سبع وتسعين وغسله أبو محمد الحريري وصلى عليه ولده وحزروا الجمع الذي صلى عليه فكانوا نحو ستين ألفاً.

وعن جعفر الخلدي في كتابه قال رأيت الجنيد في النوم فقلت له ما فعل الله بك قال طاحت تلك الاشارات وغابت تلك العبارات وفنيتتلك العلوم ونفدت تلك الرسوم وما نفعنا إلا ركيعات كنا نركعها في السحر رحمه الله.


١ ضعيف: أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه أنظر تنزيه الشريعة ٢/٣٠٥. والدرر المنتثرة ص: ٦٧. رقم ١٠. وضعيف الجامع ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>