موضع نصلي فيه بكل درهم انفقه ركعة فذهبنا إلى المدائن فصلينا اربعين ألف ركعة وزرنا قبر سليمان وانصرفنا.
وعن خلف بن الحسن العباداني قال سمعت سمنونا يقول اول وصال العبد للحق هجرانه لنفسه وأول هجران العبد الحق مواصلته لنفسه.
وقال أبو الطيب العكي ذكر لي أن سمنوناً كان جالساً على شط دجلة وبيده قضيب يضرب به فخذه حتى تبدد لحمه وهو يقول:
كان لي قلب اعيش به ... ضاع مني في تقلبه
رب فاردده علي فقد ... ضاق صدري في تطلبه
واغث ما دام بي رمق ... يا غياث المستغيث به
وعن محمد بن حمادن قال رأيت سمنونا وقد ادخل راسه في زرما نقته ثم أخرج رأسه بعد ساعة وزفر وقال:
تركت الفؤاد عليلا يعاد ... وشردت نومي فما لي رقاد
وعن ابي بكر الواسطي قال قال سمنون يا رب قد رضيت بكل ما تقضيه علي. فاحتبس بوله اربعة عشر يوما فكان يتلوى كما تتلوى الحية علىالرمل يتقلب يمينا وشمالا فلما اطلق بوله قال يا رب تبت اليك.
وعن علي بن احمد بن جعفر قال انشدني ابن فراس لسمنون:
وكان فؤادي خالي قبل حبكم ... وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح
لفما دعا قلبي هواك اجابه ... فلست اراه عن فنائك يبرح
رميت ببين منك ان كنت كاذبا ... وان كنت في الدنيا بغيرك افرح
وإن كان شيء في البلاد بأسرها ... إذا غبت عن عيني لعيني يملح
فان شئت واصلني وان شئت لا تصل ... فلست ارى قلبي لغيرك يصلح
وقال أبو الفضل بن عبد السميع الهاشمي سمعت سمنونا يقول:
امستوحش انت مما جنيت ... فاحسن إذا شئت واستانس
وقال:
اسفا عليك وحسرة وتلهفا ... ألا اكون بحيث ما ترضاني
قد صحب سمنون سريا السقطي وابا احمد القلانسي ومحمد بن علي القصاب في اخرين.
ولا نعلمه اسند حديثا اصلا وكان قد وسوس فانتخبنا ما ذكرنا من كلامه وتوفي بعد الجنيد.