الى ما فعلت فاصبحت فاذا الشبه قد ذهب عني وعدت الى صورتي التي كنت عليها فاطلقت.
فثبت علي هذا الاسم فكان سبب النسج اتياني شهوة عاهدت الله تعالى إلا آكلها فعاقني الله بما سمعت.
وكان يقول لا نسب اشرف من نسب من خلقه الله بيده فلم يعصمه ولا علم ارفع من علم من علمه الله الاسماء كلها فلم ينفعه في وقت جريان القضاء عليه.
قال الخطيب هذه الحكاية طريفة جدا يسبق الى القلب استحالتها وقد كان الخلدي كتب الى شيخنا ابي نعيم يجيز له رواية جمع علومه عنه وكتب ابو نعيم هذه الحكاية عن ابي الحسن بن مقسم عن الخلدي ورواها لنا عن الخلدي نفسه اجازة والخلدي ثقة وكان ابن مقسم غير ثقة والله اعلم.
وعن عيسى بن محمد قال سمعت ابا الحسن خيرا النساج يقول تقدم الي شاب من البغداديين وقد انطبقت يده فقلت له ما لك فقال جلست اليك فحللت عقدة من طرف ازارك فجفت يدي فقلت كنت قد بعت به لاهلي غزلا. ثم مسحت يده بيدي فرد الله عليه يده وناولته الدرهم وقلت اشتر به شيئا ولا تعد.
قال ابو بكر الرازي قال خير النساج الخوف سوط الله يقول به انفسنا وقد تعودت سوء الادب ومتى اساءت الجوارح الادب فهو من غفلة القلب وظلمة السر.
وقال العمل الذي يبلغ الى الغايات هو رؤية التقصير والعجز والضعف.
علي بن هارون الحربي يحكي عن غير واحد ممن حضر موت خير من اصحابه انه غشي عليه عند صلاة المغرب ثم افاق ونظر الى ناحية من باب البيت فقال قف عافاك الله فانما انت عبد مامور وانا عبد مامور ما امرت به لا يفوتك وما امرت به يفوتني فدعني امضي لما امرت به ودعا بماء فتوضا للصلاة وصلى ثم تمدد وغمض عينيه وتشهد فمات فرآه بعض اصحابه في المنام فقال له ما فعل الله بك قال لا تسالني عن هذا ولكن استرحت من دنياكم الوضرة.
قال المؤلف: صحب خيرالنساج ابا حمزة البغدادي وسريا السقطي وكان يذكر ان ابراهيم الخواص صحبه.
وبلغ مائة وعشرين سنة وتوفي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.