للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي هريرة أن جبريل أتى النبي. صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه فقال: "أن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني وجعاً يا أمين الله " ثم جاءه من الغد فقال: يا محمد أن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول: كيف تجدك قال: "أجدني يا أمين الله وجعاً. ثم جاءه في اليوم الثالث ومعه ملك الموت فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السَلام ويقول كيف تجدك؟ قال: "أجدني يا أمين الله وجعاً مَن هذا معك قال: هذا ملك الموت عليه السلام، وهذا آخر عهدي بالدنيا بعدك وآخر عهدك بها ولن آسى على هالك من ولد آدم بعدك، ولن أهبط إلى الأرض إلى أحد بعدك أبداً فوجد النبي. صلى الله عليه وسلم سكْرة الموت وعنده قدح فيه ماء، فكلما وجد سكْرة أخذ من ذلك الماء، فمسح به وجهه ويقول: "اللهمَّ اعنّي على سكرة الموت" ١.

وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قُبض رسول الله. صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فمكث ذلك اليومَ وليلة الثلاثاء، ودفن من الليل.

ذكر إعلام أبي بكر الناس بموت رسول الله. صلى الله عليه وسلم:

عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسُّنْح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله. صلى الله عليه وسلم وهو مغشّى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكبَّ عليه فقبله وبكى ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موْتتين، أما الموتة التي كُتبت عليك فقد مُتَّها.

قال ابن شهاب: وحدثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما يكلم الناس، فقال: إجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً. صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلى قوله: {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: ١٤٤] .

وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما اسمع بشرا من الناس إلا يتلوها فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال:


١ ضعيف: أخرجه ابن ماجة في كتاب الجنائز الحديث ١٦٢٣. باب ٦٤. ماجاء في ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلموأحمد في المسند حديث ٢٤٤١٠. والترمذي في الشمائل رقم ٢٠٣. وضعفه العلامة الالباني في مختصر الشمائل ٣٢٤. وقال: إن فيه جهالة ونكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>