فبكى جعفر وقال ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره ادب من اداب الشريعة؟ وعن بكير صاحب الشبلي قال وجد الشبلي في يوم جمعة خفة من وجع كان به فقال تنشط تمضي الى الجامع قلت نعم فاتكأ على يدي حتى انتهينا الى الوارقين من الجانب الشرقي قال فتلقانا رجل جاءني من الرصافة فقال بكير قلت لبيك قال غدا يكون لنا مع هذا الشيخ شأن.
ثم مضينا فصلينا ثم عدنا فتناول شيئا من الغداء فلما كان الليل مات رحمه الله فقيل لي في درب السقائين رجل شيخ صالح يغسل الموتى فدلوني عليه في سحر ذلك اليوم فنقرت الباب خفيا فقلت سلام عليكم فقال مات الشبلي قلت نعم فخرج الي فاذا به الشيخ فقلت لا اله الا الله فقال لا اله الا الله تعجبا ثم قلت قال لي الشبلي امس لما التقينا بك في الوراقين غدا يكون لي مع هذا الشيخ شان بحق معبودك من اين لك أن الشبلي قد مات قال يا ابله فمن اين للشبلي أن يكون له معي شأن من الشأن اليوم؟
عمر بن عبيد قال حدثني بكير فذكر معنى الحكاية.
صحب الشبلي الجنيد وطبقته وتفقه على مذهب مالك وكتب الحديث الكثير ولا نعلم له مسندا سوى حديث واحد.
أخبرنا أبو منصور الصرار انبا ابو بكر احمد بن علي انبا اسماعيل بن احمد الحيري انبا ابو عبد الرحمن السلمي انبأ أحمد بن محمد بن حسن الهروي انبا ابو عبد الرحمن انبا عبد الواحد بن العباس انبأ أحمد بن محمد بن ثابت انبأ محمد بن علي الجمال قال:
سمعت ابا بكر الشبلي يقول ثنا محمد مهدي المصري انبأ عمر بن أبي سلمة انبأ صدقة بن عبد الله بن طلحة بن زيد عن ابي فروة الرهاوي عن عطاء عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا قال يا رسول الله كيف لي بذلك قال ما سئلت فلا تمنع وما رزقت فلا تخبا قال يا رسول الله كيف لي بذلك قال هو ذاك والا فالنار.
توفي الشبلي في ذي الحجة سنة اربع وثلاثين وثلاث مائة وهو ابن سبع وثمانين سنة رحمه الله.