قال وسمعته يقول احب الناس الي من ترك السلام علي لانه يشغلني بسلامه عن الذكر.
وقال محمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي حدثني ابي قال مضيت يوما في صحبة خالي الي عثمان بن عيسى الباقلاوي فتلقيناه خارجا من المسجد الى داره وهو يسبح فقال له خالي ادع لي فقال يا ابا عبد الله شغلتني انظر ما تظنه في فافعله وادع انت لي فقلت له انا بالله ادع لي فقال لي رفق الله بك فاستزدته فقال الزمان يذهب والصحائف تختم.
وعن ابي الحسين محمد بن محمد بن المهتدي قال هذا انا فيه من بركة عثمان الباقلاوي وذلك انني كنت اصلي به فكان اذا خلا بي مسح يده على صدري ودعا لي فانا اعتقد ان الذي انا فيه من بركة دعائه.
قال وكان له مغتسل وحارة في المسجد فكان يصلي بينهما وكنت اصلي به شهر رمضان فقرات ليلة سورة الحاقة حتى اتيت هذه الاية: {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} فصاح وسقط مغشيا عليه فما بقي احد في المسجد الا انتحب.
وكان عثمان يتعمم بشاروفة وكان ياكل من كسب البوازي وكان قد ساله السعيد التركي أن يصل إليه منه شيء فابى فقال له اذ ابيت فتاذن لي ان نشتري دهنا نشغله في المسجد وكان ماواه المسجد ما كان يخرج منه الا الى الجمعة فاجاب الى ذلك فلما عاد الرسول على انه يحمل إليه دهنا قال له لا تجئني بشيء آخر فقد اظلم على البيت.
اسند عثمان الباقلاوي عن ابراهيم بن محمد المطوعي والحسن بن ابي النجم مؤدب الطائع لله وغيرهما وتوفي في يوم الجمعة لسبع بقين من رمضان سنة اثنتين واربع مائة ودفن في مقبرة جامع المنصور١.
عن عرس الخباز قال لما دفن عثمان الباقلاوي رأيت في المنام بعض من هو مدفون في جوار قبره فقلت له كيف فرحكم بجوار عثمان فقال واين عثمان لما جيء به سمعنا قائلا يقول الفردوس الفردوس او كما قال رحمه الله.
١ أنظر تاريخ بغداد ١١/٣١٤. قال الخلال وأحمد بن علي النوري توفي عثمان الباقلاني الزاهد يوم الجمعة لسبع بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعمائة قال الخلال: وصلى عليه أبو عبد الله بن المهدي.