الصيمري وقد كان راى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له يا فقيه فكان يفرح ويقول سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيها.
قال احمد بن علي بن ثابت انشدني ابو الطيب الطبري لنفسه:
ما زلت اطلب علم الفقه مصطبرا ... على الشدائد حتى اعقب الخيرا
وكان ما كر من درس ومن سهر ... في عظم ما نلت من عقباه مغتفرا
حفظت ماثورة حفظا وثقبت به ... وما يقاس على الماثور معتبرا
صنفت في كل نوع من مسائله ... غرائب الكتب مبسوطا ومختصرا
اقول بالاثر المروي متبعا ... وبالقياس اذا لم اعرف الاثر
اذا انتضيت بياني عن غوامضه ... حسرت عنها قناع اللبس فانحسرا
وان تحريت طوق الحق مجتهدا ... وصلت منها الى ما اعجز الفكرا
وكنت ذا ثروة لما عنيت به ... فلم ادع ظاهرا منها ومدخرا
وما ابالي اذا ما العلم صاحبني ... ثم القتى فيه ان لا اصحب البشرا
ثنت عناني عنه همة طمحت ... الى الهوى فاستطابت عنده الصبرا
اصدى فلا اتصدى للئيم ولا ... ابيت دون الغنى حزنان منكسرا
اذا اضقت سألت الله معتذرا ... كفايتي فاطاب الورد والصدرا
وقرات بخط الشيخ ابي الوفا بن عقيل قال حكي لي بعض اهل العلم ان القاضي ابا الطيب صعد من سميرية وقد تم له عشر المائة فقفز منها الى الشط فقال بعض من حضر يا سيدنا لا تفعل هذا فان اعضاءك تضعف وربما اورث مثل هذه الطفرة فتقاً في المعى فقال يا هذا ان هذه اعضاءنا حفظناها من معاصي الله فحفظها الله علينا.
وقال ابو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله الفامي ابتدا القاضي ابو الطيب الطبري يدرس الفقه ويتعلم العلم وله اربع عشر سنة فلم يخل به يوما واحدا الى ان مات.
قال الخطيب وتوفي في يوم السبت لعشر بقين من ربيع الاول سنة خمسين واربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وحضرت الصلاة عليه في المنصور وكان امامنا في الصلاة عليه ابو الحسين بن المهتدي وبلغ من السن مائة سنة وسنتين وكان صحيح العقل ثابت الفهم يقضي ويفتي الى حين وفاته رحمه الله.