للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسنَّه لنا، ونقتدي به في أفعاله التي شرع لنا الاقتداء به فيها (١).

وقال : وأما زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام؛ كالمسجد الذي تحت الصفا، وما في سفح أبي قبيس ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على آثار النبي وأصحابه كمسجد المولد وغيره، فليس قصد شيء من ذلك من السُّنَّة ولا استحبه أحد من الأئمة … ، وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة غير المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال: إنه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك، فإنه ليس من سُنَّة رسول الله زيارة شيء من ذلك بل هو بدعة.

وكذلك ما يوجد في الطرقات من المساجد المبنية على الآثار والبقاع التي يقال: إنها من الآثار؛ لم يشرع النبي زيارة شيء من ذلك بخصوصه، ولا زيارة شيء من ذلك (٢).

وقال : وأما صعود الجبل الذي هناك [عرفة] فليس من السُّنَّة ويسمى جبل الرحمة ويقال له: إلال على وزن هلال، وكذلك القبة التي فوقه التي يقال لها: قبة آدم لا يستحب دخولها ولا الصلاة فيها.

والطواف بها من الكبائر، وكذلك المساجد التي عند الجمرات لا يستحب دخول شيء منها ولا الصلاة فيها. وأما الطواف بها أو بالصخرة أو بحجرة النبي وما كان غير البيت العتيق فهو من أعظم البدع المحرمة (٣).

وقال : ألا ترى أن متابعة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في أعمالهم، أنفع وأولى من متابعتهم في مساكنهم ورؤية آثارهم (٤).

وقال الإمام ابن قيم الجوزية (ت: ٧٥١ هـ):

عمّى الصحابة بأمر عمر بن الخطاب قبرَ دانيال، وأخفاه عن


(١) مجموعة الرسائل والمسائل، لشيخ الإسلام ابن تيمية (٥/ ٩٨).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٦/ ١٤٤).
(٣) يُنظر: مجموع الفتاوى (٢٦/ ١٣٣).
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٢٦٨).

<<  <   >  >>