للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الطبقة التاسعة]

أصحاب أبي العباس المبرّد

[٣٨ - أبو إسحاق الزجاج]

هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزَّجَّاج، وكان نديمًا للمكتفي.

قال الأوارجي الكاتب: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد الأسواري، حدثني أبو الحسن محمد بن علي بن بِسْطام قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِيِّ الزَّجَّاج: أن أبا القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب سلَّم إليه ابنَه القاسمَ ليُعلِّمه النحوَ، وكان يتشاغلُ عنه باللَّعب والعَبث، فذُكر ذلك لعبيد الله، فاستحضره وقال له: ما منعك أن تُقبِل على ما شرُف به آباؤك؟ فقال له: شغلتَنِي بأشياء. وقال لي: الزمْه. وأخذت بيده ودخلت إلى موضع انفردتُ به معه، فوردَتْ عليه رقعة من أبيه فيها:

أبوك كلَّفك الشّأْوَ البعيد كما ... قِدْمًا تكلَّفَه وهب أَبو حَسنِ

ولست تُحمَد إن أَدركت غايتَه ... ولستَ تُعذَرُ مسبوقًا فلا تَهِنِ

قال: وحدثني بعض أصحابنا أن الزجاج النحوي قال: لازمتُ خِدْمةَ عبيد الله بن سليمان الوزير ملازمةً قطعتْني عن أبي العباس المبرد وعن بِرِّه وعن إجرائي عليه ما كان تَعوَّده مني، ثم مضيتُ إليه يومًا، فقال: هل يقع حسدُ الإنسان إلا مِن نفسِه؟ فقلتُ: لا. قال: فما معنى قول الله سبحانه: {وَدَّ كثيرٌ مِن أهلِ الكتابِ لو يَردُّونَكم مِن بعدِ إيمانِكم كفارًا حسدًا مِن عندِ أنفسِهم}؟ فلم أدرِ ما وجهُ ذلكَ، فقال: ينبغي

<<  <   >  >>