كان من أهل العلم باللغة، متفننًا في علم الأدب، ورحل ابنه محمد إلى المشرق، ولقي أبا حاتم والرياشي وغيرهما.
وكانا رفيقين، وشهدا بالبصرة دخول صاحب الزنج سنة سبع وخمسين ومئتين.
وتوفي عبد الله في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين ومئتين. وتوفي ابنه في ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمئة.
[٢٠٣ - عبد الملك بن حبيب السلمي]
كان عبد الملك قد جمع إلى علم الفقه والحديث علمَ الإعراب واللغة والتصرف في فنون الأدب، وله أوضاع جمة في أكثر الفنون، منها كتابه في إعراب القرآن، وفي شرح الحديث؛ إلى غير ذلك من دواوين الفقه والحديث والأخبار.
ورُوي عن سُحنون بن سعيد أنه قيل له: مات عبد الملك بن حبيب الأندلسي. فقال: مات عالم الأندلس، بل والله عالم الدنيا.
وقال محمد بن عمر بن لُبابة: فقيه الأندلس عيسى بن دينار، وعالمها عبد الملك بن حبيب، وعاقلها يحيى بن يحيى.
وكان عبد الملك ممن يقرض الشعر؛ أنشدني بعض الأدباء له:
صلاحُ أمري والذي أبتغي ... هَيْنٌ على الرحمن في قُدرَتِهْ
ألفٌ من البِيض فأَقلِلْ بها ... لعالمٍ أزرى على بغيتِهْ