وبعدَ هذا فَعِيَنْ واسمَعَنْ ... فإنَّني إيَّاك مُسْتَفْتِي
عن وزنِ فَيْعُول وعن وز ... ن فعلول جميعًا من طوى يطوي
وعن فَعُولٍ من قويٍّ ومَفْـ ... ـعول أجب واعْجَلْ ولا تُبْطِي
وكيف تصغيرُ مَطايا اسم إِنْـ ... ـسان وما الحرف الذي تُلْقِي
منه فإنْ كنتَ به جاهلًا ... فلست تُحْلِي لا ولا تُمْري
وعن خطايا اسمًا تَسَمَّى به ... إن كنتَ تصغيرًا له تَدرِي
هل ياؤُهُ قلْ بَدَلٌ لازمٌ ... أنت لها لا بدَّ مُسْتَبْقِي
أم هل تعودُ الياءُ مهموزةً ... فَسِّر لنا تفسيرَ مُستقْصِي
إن كان تصغيرُ مطايا كتصـ ... ـغير خطايا قُلْ ولا تُخْطِي
فإن تُصِبْ هذا فأنت امـ ... ـرؤٌ أعلمُ من خليلٍ النَّحْوِي
قال محمد بن حسن: لم يصنع شيئًا في قوله: "آن أَيْنًا"، وفي قوله:"مُؤْيَنِّي"، والصواب:"آن يئينُ أَوْنًا"، وتقدير "مُسْحَنْكك" منه: "مُؤْوَنِّنٌ"؛ لأنَّ اشتقاقَ "يَئِينُ" من الأوان.
فإن قال قائل: كيف يكون "فَعَلَ يَفْعِلُ" مِن ذوات الواو، وقد حَظَرَ ذلك جماعةُ النحويين؟ قيل له: إن "يئين" على مثال "فَعَلَ يَفْعِلُ" مثل: حَسِبَ يَحْسِبُ، وكذلك زعم سيبويهِ نصًّا. وقد ذكر القُتبيُّ أنَّ "آن يئين" مقلوبٌ مِن "أنا نأنى" وذلك أيضًا غلطٌ؛ لما قد بيَّنَّاه، فأما "أنا يأنى" فمن ذوات الياء، ومنه اشتُقَّ الإني والإناء لواحد الآنية، وكذلك قوله:"ولا تُمْرِي" إنما هو: "ولا تُمِرّ"، والذي قاله من كلام العامة.
[٢٣٠ - الأقشتيق]
هو محمد بن موسى بن هاشم بن زيد، مولى المنذر -رضي الله عنه-.