بَنَى لمساعي الجود والمجدِ قبَّةً ... إليها جميعُ الأَجْوَدِينَ ركوعُ
وكان محمودٌ جوادًا، فقال له: يا أبا القاسم، أعزُّ ما يحضرني من مالي القبةُ، وهي لك بما فيها من كسوتي هذه، ونكون في ضيافتك بقية يومنا. ودعا بكسوةٍ فلبسها، ودفع إليه كسوته، وكانوا يومهم كذلك، فلما حان الافتراق قال له عبد الملك بن جهور: يا أبا القاسم، هذه القبة لا تصلح لك، ولا بد من بيعها، وهي عندي بخمسمئة دينار. فقال عباس: هي لك.
[٢١٩ - أبو عبد الله محمد بن عبد الله]
كانت له رحلة، وقرأ القرآن على عثمان بن سعيد المعروف بورش صاحب نافع؛ واستأدبه الأمير الحكم بن هشام لبنيه، وولي ابنه محمد الخزانة، وتصرف بنوه في الخطط إلى أيام عبد الرحمن الناصر لدين الله -رضي الله عنه-. وكان عالمًا بالقرآن، بصيرًا بالعربية، وذا حظ من الزهد، ولم يغير حالته التي كان عليها قبل اتصاله بالسلطان.