يقع في ابن المناذر -وكان شيخًا كبيرًا شاعرًا- فأقبل إلى مجلس أبي عبيدة وكان يجلس في مسجد يونس النحوي. وكان ابن المناذر قد كتب في قبلة ذلك المسجد:
صلى الإله على لوط وطهره ... أبا عبيدة قل بالله: آمينا
فضجر من ذلك. وقال أبو عبيدة: من أوْقع هذا هاهنا؟ فأنكروا ذلك، فقال: قد علمت مُوقِعَه، إنما أوقعه ذلك الدَّعِيُّ ابن مناذر، وأعرف أباه منكرًا له، معتزيًا إلى قوم لا يقرُّون بنسبه، وإن أباه كان ينتسب إلى جدِّه، وجدُّه لا يقرُّ به، وإن قبيلته أبت أن تلحق قومه بها. ثم امتنع أبو عبيدة من القعود في المجلس بسبب البيت حولًا كاملًا، فقيل له: قطعت عنا ما كنت تفيدنا، مع ما كنت تنال من ثواب المسجد؟! فقال: لا أدخله حتى تمحوه. فمحوه وقلعوه، فقيل له: قد قلعناه، إلا لوط. فقال: والله لو تركتم الطاء مئة عام ما قعدت فيه.
وتوفي سنة عشر ومئتين، أو إحدى ومئتين، وقد قارب المئة؛ كذا قال ابن قتيبة.
[٩٣ - مؤرج بن عمرو السدوسي]
وقد مر ذكره.
[٩٤ - أبو سليمان كيسان]
هو أبو سليمان كيسان بن معرّف بن دهثم. قال أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عمرو بن عثمان بن عمرو بن عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي قال: حدثنا كيسان أبو سليمان -واسمه معرَّف بن دهثم- قال: سمعتُ أبا حاتم يقول: كَيْسان كان مولًى