عينه عليه، وأمر بصرفه، فلما صار بين يديه أمره بالقول في خروجه -وكانت أول خرجة خرجها- ويذكر الغيث، فقال بين يديه على البديهة بعد أبيات من النشيد:
بدا الغَيْثُ لمَّا تبدَّى الإمامُ ... فلم يُدْرَ أيُّهما المغْدِقُ
هُمَا رحمةُ اللهِ، هذا ندا ... هـ يهمِي، وذاكَ ندًى يَفْهَقُ
ترى الناسَ يزهاهُمُ مَخرجٌ ... لمولاهُمُ معجِبٌ مُونِقُ
في شعرٍ طويلٍ، فوصله عليه وحباه وكساه.
٢٥٥ - المرْوكي
هو عبد الله بن مؤمن بن عُذَافر التُّجيبيّ، ويكنى أبا محمد، وكان عالمًا بالنحو والشعر والحساب والعروض، حافظًا للقرآن، كثير التلاوة له، وكان على مذهبٍ جميلٍ، وطريقةٍ قويمةٍ، وله أشعار في الزهد، وكان من ساكني إشبيلية، وكتب إلى سعيد بن السليم -وكان أُنزل عليه فارسٌ من فرسانه- بقصيدة أولها:
أعلى المؤدب ينزل الفرسان ... وقرى المؤدب ضيفه القرآن
[٢٥٦ - ابن أبي جرثومة]
هو أبو الأصبغ عيسى بن أبي جرثومة الخولاني، وكان يؤدب بالنحو والحساب والعروض والقرآن، وكان ذا خير وفضل في الدين، وكان مطبوع الشعر غزيره، وله قصائد في سعيد بن السليم، منها قوله: