للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصحَّف في حرف كذا، وأنا ساكتٌ. فقال: ما تقول؟ فقلتُ: ليس يحسُن هذا، بالأمس تُرَى على باب الشيخ تسأله وتكتب عنه، ثم تصير إليه الآن لتُخطِّئه وتُهجِّنه! فقال: لا بد من ذلك. فمضينا فدققنا عليه الباب، فخرج الشيخ فرحب، فأقبل عليه يعقوب فقال: كيف تُنشِد هذا البيت للشَّمَّاخ؟ قال كذا. قال: أخطأتَ! فكيف تقول في هذا الحرف من شعره؟ قال كذا. قال: أخطأت. فلما مرت ثلاث أو أربع مسائل اغتاظ الشيخ، ثم قال: يا مَصَّانُ، تستقبلني بمثل هذا وتقوى نفسُك على هذا، وأنت بالأمس تلزمني حتى يَتَّهِمَني الناسُ بك! ونهض فدخل بيته، ورد بابه في وجوهنا، فاستخذى يعقوب، فأقبلت عليه فقلت: ما كان أغنانا عن هذا! فأمسك فما نطق بحُلْوةٍ ولا مُرَّةٍ.

حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا الخشني قال: حدثنا أبو حاتم قال: سمعتُ الأصمعيَّ يقول: ليس يُصدَّق عليَّ أحدٌ إلا أبو نصر.

وتوفي أبو نصر سنة إحدى وثلاثين ومئتين.

٩٩ - رُفيع بن سلَمة

هو أبو غسَّان رُفيع بن سلمة المعروف بدَمَاذٍ، وكان كاتب أبي عبيدة في الأخبار، وكان أوثق الناس عن أبي عبيدة في الأخبار. وكان أبو حاتم إذا ذوكر في شيء منها قال: عليكم بذلك الشيخ. يعني أبا غسان. ويقال: إن المازني نقل قدميه إلى أبي غسان يسمعُ منه الأخبار.

<<  <   >  >>