أحوجَه إليَّ. ثم قلتُ: يا أبا محمد، في ذلك لغاتٌ للعرب؛ تقول للنسوة: أَنْتُنَّ تَوْدَدْنَ، وتَادَدْنَ، وتَيْدَدْنَ، وتِيدَدْنَ؛ كلُّ ذلك تقولُه العربُ.
وكان أبو عمرو مستعملًا للغريب في كلامه، شديد التقعر في لفظه.
حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الأشعث -وكان شيخًا حافظًا للأخبار- قال: دخل أبو عمرو يومًا على عمه إبراهيم بن حجاج، فقال له: ما الذي حبسك عنَّا، وبطأ بك عن مجلسنا؟ فقال له: أصلحك الله! أوجعني ظُنبوبي. قال: وما الظُّنبوبُ؟ قال: مُقدَّم عظمِ الساق. وكان بين يديه طبقٌ فيه سَفَرْجَلٌ جليلٌ، فأمر مَن حضر من الخدمة أن يبطحوه على ظهره، وقال: تناولوا هذا السَّفَرْجَلَ، فأوجعوا به ظُنبوبَه.
وكانت روايته عن يزيد بن طلحة، ومحمد بن الغازي، وغيرهما من العلماء؛ وكان من حاضرة إشبيلية، وتوفي بها.
٢٤٢ - حُرقُوص
هو عثمان بن سعيد الكناني، مولى لهم، من أهل جيَّان. وكان راويةً للحديث، حافظًا للأخبار، بليغَ اللِّسان، مُترسِّلًا، وكان يتفنن في علم الأدب، وله كتاب في طبقات الشعراء بالأندلس، جلب فيها أخبارهم.
[٢٤٣ - أحمد بن عبد الكريم]
كان من أهل جيَّان، ويُنبَز بالرّنُوك، وكان له حظ من علم العربية والشعر، وكان يؤدب بالمدينة.
٢٤٤ - محمد بن أصبغ المجدّر
هو أبو مروان محمد بن أصبغ بن ناصح المرادي، ويعرف بالناعورة، وكان ذا علم بالعربية، وبصر بمعاني الشعر، حسن التأدية له.