ثم قدم عليَّ عند خروجه عنها، فقلت له: كيف تركتَ الأندلس؟ فقال لي: والله لقد رأيتُ بها ما لم أتوهم أن أراه مع نأي دارها؛ لقد رأيتُ فقهاء، وشعراء، ونحويين، وأدباء، ولقد رأيتُ رجلًا لو حُدِّثتُ أن في الأرض مثله ما صَدَّقتُ. فبادرتُه فقلتُ: أيوب بن سليمان؟ فقال لي: نعم. فقلتُ له: من أين نظرتَ إليه من هذه العين؟ فقال لي: نعم، الناس عندنا كل ذي فن منفرد بفنه، وهذا رجل يتكلم مع أهل الفنون كلهم في فنونهم.
وكان أصله من جيَّان. وتوفي أبو صالح يوم الخميس لتسع بقين من المحرم سنة اثنتين وثلاثمئة. وهو القائل:
وَمَن تحلَّى بغَيْر طَبْعٍ ... يُرَدُّ قسْرًا إلى الطَّبيعَهْ
كخاضِبِ الشيْبِ في ثلاثٍ ... تهْتِكُ أستَارَه الطَّلِيعَهْ
[٢٢٢ - طاهر بن عبد العزيز]
كان من أهل العلم باللغة والغريب، والرواية للحديث، وأدرك علي بن عبد العزيز، وحمل عنه علم أبي عبيد.
[٢٢٣ - ابن خاطب]
هو أبو بكر بن خاطب المكفوف، كان ذا علم بالعربية والعروض والحساب، وله تأليف في النحو.
[٢٢٤ - البغل]
هو أبو الحسن مُفرّج بن مالك النحوي، كان ذا صلاح وفضل ونية في تأديب المتعلمين، وأنجب على يده أكثر أهل زمانه، وله كتاب في شرح كتاب الكسائي.